ما إن نشرت المواقع الإخبارية مقترح وزارة التربية والتعليم بشأن إدخال مادة "الحلاقة والكوافير والتجميل"، حتى انهالت مواقع التواصل الاجتماعي عليها بالسخرية والتنكيت، الذين رأوا أن حل مشكلات وأزمات الوزارة أولى من التفكير بمثل هذه الأمور التافهة –على حد وصفهم. وقال الدكتور أحمد الجيوشي، نائب وزير التعليم، إن وزير التعليم الدكتور الهلالي الشربيني رحب بما جاء في توصيات الحوار المجتمعي الأخير الذي عُقد بالوزارة بمدينة 6 أكتوبر نهاية الشهر الماضي لبحث آليات النهوض بالتعليم العام بصفة عامة والتعليم الفني بصفة خاصة، ومنها إمكانية إدخال مادة الحلاقة والكوافير والتجميل ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني. وأوضح أن تخصصات التجميل ستشمل جميع المهارات التي يجب توفرها في العاملين بمحلات حلاقة الرجال وكوافيرات السيدات ومراكز التجميل، حيث يجب تعليم وتدريب الراغبين في امتهان هذه المهنة التي يحتاجها سوق العمل، مؤكداً استعداد أحد رجال الأعمال لإنشاء أول مدرسة ثانوية فنية خاصة بالتجميل على غرار ما تفعله الوحدات الإنتاجية بالمدارس من إنتاج صناعات غذائية وألبان. وأثنى خبراء تربويين على قرار وزارة التربية والتعليم بشأن تدريس مادة "الحلاقة والكوافير والتجميل" بالمدارس الفنية، مشددين على ضرورة أن تكون هناك خطة أعدتها الوزارة قبل اتخاذ ذلك القرار؛ حتى لا يصبح بلا جدوى كما يحدث في كثير من القرارات. طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، قال إن قرار وزارة التربية والتعليم بشأن إدخال مادة "الحلاقة والكوافير والتجميل" ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني، قرارا جيدا، نظرا لان التعليم يجب أن يرتبط بسوق العمل ويكون هناك تدريب على المهن التي يحتاجها السوق. وأضاف ل" المصريون" أن الوزارة لم تحدد آلية تنفيذ هذا القرار، كما أنها لم تضع خطة ودراسة واضحة لتنفيذ المقترح، وهذا ما يعيب القرار. وأشار إلى أن الوزارة لم تراع العادات والتقاليد والأعراف المصرية، موضحا " هناك بعض المهن يجب عدم الحديث عنها صراحة، حتى لا يتسبب ذلك الأمر في إحراج من يعمل بهذه المهن". وتساءل: "هل وفرت الوزارة المعلمين الذين سيقومون بتدريس هذه المادة أم اتخذت القرار ثم بعد ذلك ستفكر في هذا الأمر، وهل وفرت الكتب اللازمة لتدريس هذه المادة، وما هو الضمان التي سيجعل الطلبة يعملون بموجب هذه الشهادات"؟ وأكد أن القرار التي اتخذته الوزارة من الناحية النظرية جيد، لكن الأفضل أن تهتم بالأقسام الموجودة بالفعل داخل هذه المدارس، وتقوم بتطوير العملية التعليمية ثم بعد ذلك تتخذ مثل هذه القرارات. وأثنى الدكتور كمال مغيث، الخبير والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، على قرار تدريس مادة "الحلاقة والتجميل والكوافير" داخل المدارس الفنية، مؤكدا أن الدول المتقدمة لا يستطيع أحد أن يزاول مهنة من المهن إلا ولابد أن يحمل تصريح بمزاولته. وأوضح مغيث ل "المصريون" أنه على الرغم من معاناة التعليم من أزمات ومشكلات كثيرة، إلا أن القرار لا يمكن نقده، نظرا لان المهن الحديثة يجب أن يحصل ممارسها على شهادة. وشدد على ضرورة أن تكون الوزارة أعدت خطة ودراسة واضحة عن كيفية تدريس هذه المادة بالمدارس، وألا يكون القرار أتُخذ قبل وضع هذه الدراسة، حتى لا يكون القرار بلا جدوى كما حدث في قضايا كثيرة سابقا. وأشار الجيوشي إلى أن فن التجميل يتم تدريسه في المدارس الثانوية في أميركا وفنلندا، مضيفاً أن الوزارة تلقت مقترحات من أحد الإعلاميين لإدخال تخصصات لمهن فنيي الكاميرات والذين يعملون بالاستوديوهات الفضائية. من جانبه، قال محمود الدجوي، رئيس شعبة أصحاب صالونات الحلاقة والكوافير بغرفة القاهرة التجارية، إن تطبيق إدخال مجال الحلاقة والكوافير والتجميل ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني، سيكون خطوة جيدة ورائعة، وستعمل على النهوض بالتعليم الفني في مصر وتخريج دفعات تتناسب مع احتياجات سوق العمل. وأضاف أن الشعبة ستقوم بالتواصل مع الشركات المتخصصة في مجال مستحضرات التجميل لتوفير المدربين المؤهلين الذين سيقومون بتدريب الطلاب في مدارس التعليم الفني.