تبحث وزارة التربية والتعليم إمكانية ادخال مادة "الحلاقة والكوافير والتجميل" ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني بناء علي توصية من الحوار المجتمعي الأخير الذي عقد بالوزارة للنهوض بالتعليم العام والتعليم الفني بصفة خاصة. وكشف الدكتور أحمد الجيوشي نائب وزير التربية والتعليم أنه من المقرر ان يعقد خلال هذا الاسبوع اجتماع بشأن وضع الخطوط العريضة لاقامة مدرسة ثانوية فنية متخصصة في فن الحلاقة والكوافير والتجميل.. يكون قوامها التعليم والإنتاج علي غرار ما تفعله الوحدات الانتاجية بالمدارس من انتاج صناعات غذائية وألبان. وقال الدكتور محمود الدجوي رئيس شعبة اصحاب صالونات الحلاقة والكوافير بغرفة القاهرة التجارية إن ادخال هذه المادة ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني سيتم تطبيقها لأول مرة في مصر. كان اصحاب المهن الحرفية قديما يورثون ابناءهم وراغبي الالتحاق بهذه المهن من خلال الدروس العملية وهم يزاولون هذه المهن وكان لكل مهنة "شيخ" يطلقون عليه انه المدرس الأول للمهنة الحرفية.. وكان "الشيخ" يجيد صنعته اجادة تامة لا تستطيع معها أن توجه له نقدا في صنعته فكان السمكري.. والحلاق.. والجزار.. والميكانيكي.. والترزي.. وصانع الأحذية.. وغيرها من المهن يدرس المهنة علي شيوخهم ويحفظون أسرارها باتقان. أما الآن.. وقد انتهي "شيخ الصنعة" في مصر وحلت التكنولوجيا محل هذه الشيوخ.. فقد حان الوقت ليتدرب الأبناء والتلاميذ علميا علي يد متخصصين وتعقد لهم امتحانات تبين مدي اتقانهم أو فشلهم في هذه الحرف. الآن.. الدنيا تتطور ويحل العلم محل الخبرة المكتسبة التي كان يتسم بها "شيوخ الصنعة" وأصبحت الشهادة العلمية هي السلاح الذي يتمسك به الشاب ويخدم به صنعته. لقد زرت دولة كندا عدة مرات وعلمت أن الحلاق أو الحلاقة أو ما يطلقون عليها الكوافير لابد أن يكون مؤهلا لهذه المهنة ولابد ان يتقدم لصاحب صالون الحلاقة بالشهادة التي يحملها ليتم السماح له بالعمل لديه. وهكذا.. تجد أن الدول المتقدمة تعتمد علي الدراسة العلمية بكل مهنة وتكون شهادة النجاح هي الوسيلة التي تؤهل صاحبها للعمل فيها. وقد شن النائب البرلماني محمد الحسيني هجوما عنيفا علي وزير التربية والتعليم حول تصريحاته بادخال مادة "الحلاقة والكوافير والتجميل" ضمن مناهج التعليم الثانوي الفني وقال: "إن هذا الكلام بعيد عن المنطق.. الوزير مش لاقي حد يحاسبه وهنصبح وزارة القص واللزق". وأضاف أنه يحترم جميع الحرف والمهن واصحابها لكن توجد أساسيات في التعليم الفني اهملت بشكل كامل ولم يعد لدينا الكثير من التخصصات التي كانت موجودة في الماضي مثل الميكانيكا والخراطة والبرادة واللحام وغيرها.. وهذا يجعلنا نطالب بالاهتمام بهذه التخصصات قبل عمل مدرسة لفن الحلاقة والكوافير. ووجه رسالة للوزير: "هو ده آخر تفكيرك وطموحك في تطوير التعليم الفني في مصر.. ارحمنا من افكارك الغريبة". ونحن مع النائب البرلماني محمد الحسيني في ضرورة الاهتمام بالمهن التي ذكرها خاصة اننا إلي جانب ذلك في حاجة لمهن السباكة والكهرباء ومهن اخري كثيرة تعاني مصر حاليا ندرة في تخصصاتها.. ولكن ذلك لا يمنعنا من تشجيع الوزير علي ادخال مهنة الحلاقة والكوافير والتجميل ضمن هذه المناهج ولا نريد أن تختزل مجهودات الوزير في هذه الاشياء فقط فعملية تطوير التعليم بوجه عام تقتضي تضافر الجهود معه حتي ينهض التعليم من كبوته التي استمرت طويلا. وقد علق القراء علي خبر مادة الحلاقة في الموقع الإلكتروني "لليوم السابع" وهاجموا الوزير.. لكن قارئا بتوقيع "مصري" قال إن جميع الدول المتقدمة بها هذه المعاهد وسبب نشأتها هو توجيه الشعوب للتعليم الحرفي وتغيير نظرة المجتمع لهذه المهن.. وأنا هنا اتكلم عن دول مثل كندا وألمانيا والولايات المتحدة فما أسوأ من ينتقد عن جهل في هذه الأمور.