"بأجل امتحاناتى كل سنة هعمل إيه لو أتخرجت مش هعرف أغسل".. بتلك الكلمات صدمنى عمرو إسماعيل 29 سنة حقوق الإسكندرية، مريض بفشل كلوى يغسل منذ سنوات، لم يجد إلا التأمين الصحى الجامعى بمحافظته، ملجأ يحتمى به من المرض الذى زحف إليه دون طارق. ويضيف عمرو فى حواره مع المصريون قائلاً: "التأمين الصحى بتاع الجامعة أحسن الوحشين، يعنى أروح الميرى وأموت". وكشف عمرو عن أسباب خطيرة عن إصابته بالفشل الكلوى وهى قنابل الغاز التى أطلقت على المتظاهرين فى الذكرى الأولى ل"محمد محمود"، والتى كانت سببًا أساسيًا فى إصابته بالمرض. وأضاف عمرو أنه تأكد من خلال دكتور فى قصر العينى الذى أخذ عينات من بعض المصابين فى محمد محمود بفعل الغاز وكانت النتيجة التى حصل عليها مفزعة على حد قوله، فقد أصيب ثلاثة شباب بسرطان الرئة بصورة مفاجئة وبعد علاجهم بالكيماوى لمدة ستة شهور توفى اثنان والثالث توفى بعد إحدى عشر شهرًا. "مية الشرب جريمة فى حقنا".. كلمات أضافها عمرو ليؤكد أن الغاز ليس السبب الوحيد وراء الإصابة بالفشل الكلوى مشيرًا إلى أن مياه الشرب مضرة بالكلى وتسد المسالك البولية، مضيفًا: أن ارتفاع ضغط الدم أيضًا سبب أساسى للإصابة، وكذلك السكر". واستنكر عمرو أن تكون مصر من أكبر البلاد إصابة بالفشل الكلوي، مشيرًا إلى أنه حسب الإحصائيات التي هو متابع لها بحكم مرضه تعتبر قها فى القليوبية 50% من سكانها على فرع رشيد، ودمياط 35% بها أكبر عدد من الأطفال المصابين من "4 سنوات وحتى 12 سنة، لأنهم على ضفافي النيل. ويتحدث عمرو عن بداية إحساسه بأعراض الفشل قائلا: "ضيق نفس، ورم فى رجل اليمين، مش قادر أحط رجلى على الأرض ونتيجة التحليل كانت أملاح عالية فى الدم وترجيع مياه صفراء بسبب ارتفاع نسبة الكيرياتنين فى الدم". ويسرد تفاصيل إصابته ل"المصريون" قائلاً: "تحاليل وأشعة والدكتور الاستشاري في كلية طب إسكندرية قالى: فشل كلوي مزمن يا تزرع يا تغسل، ويكمل ساخرًا طيب معروف في أي دولة فى العالم من أعمار من 50 إلى 70 سنة، إلا إحنا فى مصر من 4 سنين ل24 سنة". "الحمد لله إن فى دكاترة فى مصر كويسين، وإلا كنت مت فى أول أيام إصابتى بالمرض، القسطرة أتركبت لى بين الرقبة والكتف ومن غير بنج علشان ماعييش فلوس، القسطرة طولها 15 سم كبيرة وتخينة، واللى معاه بيدفع "6" آلاف جنيه، شهر ونصف فى مستشفى الطلبة، بجد اتعذبت بس الحمد لله كانت معنوياتى مرتفعة وانا بواجه المرض". "مكن الغسيل، قديم من التسعينيات، أجهزة شغالة من "15"سنة، ولما واحد زميلنا اشتكى لرئيس الجامعة قاله هعملك إيه". وعن أهم الاحتياجات التى تعانى منها مستشفى الطلبة والتى قد تتسبب فى موت مرضى الفشل الكلوى قال عمرو: "المتبرعون بعتوا أربع ماكينات جديدة، بس مش عارفين هما فين، والفلاتر سيئة، المحاليل مش كفاية، مافيش أدوية تعويضية، صيدليات التامين مافيش غير نوع ولا اتنين ومش مهمين، والأدوية المهمة مش موجودة، ماعييش فلوس أجيب من برة لازم حد يساعدنا إحنا لو وقفنا الغسيل 3 غسلات ورا بعض هنموت، لو غسلنا برة كل حاجة على حسابك حتى لو فى حكومة... ألحقونا". وطال عمرو الحكومة أن تعتبر مرضى الفشل الكلوى من نسبة ال"5%"، حتى يتم توفير احتياجاتنا". شاهد الصور...