يبدو أن المسئولين تبعنا يعتزون جدًا بمقولة إننا أمة ضحكت من جهلها الأمم بل ويصرون بكل ما أوتى لهم من قوة وفى كل مناسبة على تأكيد صحة ما وصفنا به الشاعر فى مرثيته لحالتنا العقلية والثقافية التى وصلت للحضيض بسبب القاطنين على كراسى المسئولية فى مصر، من عينة كله تمام يا أفندم، وشلوت سعادتك دفعة للأمام والعبقرى الذى تفتق ذهنه عن إقامة دورة الشهيد بين أندية الدورى ربما لتذكير الناس خاصة آباء وأمهات الشهداء بمأساة بورسعيد ونحن الذين نجاهد من أجل نسيان الكارثة وفداحة المصاب، يستحق الحصول على نوط الشجاعة ونجمة سيناء بل ونجمة الحسين بتاع الكشرى كمان.. لأننا بسبب عبقريته الفذة تلك سندخل التاريخ من أوسع أنفاقه، ربما نفق شبرا أو نفق العبور، باعتبارنا أول شعب فى العالم يحتفل بذكرى مأساوية شهدت سقوط ضحايا وأبرياء لا ذنب لهم فى جريمة قتل غادرة أزعجت العالم ومزقت نياط قلبه، بقدر على ما يبدو أسعدت تلك العينة من المسئولين وارد بلاد نفاقستان .. لدرجة إقامة دورة تنشيطية احتفالاً بها !؟ والواضح أن أصحاب القرار عندنا هم من بحاجة إلى دورة تنشيطية فى الذاكرة.. فالبصمجى الذى لا يستطيع أن يفرق بين الإسكوتر والفسبة البطة، بالتأكيد لا يستطيع أن يجد فارقًا بين شهيد يسقط فى معركة كرامة ودفاع عن الوطن كشهداء أكتوبر 73، وبين آخر مغدور تم قتله غيلة بيد أبناء وطنه وملته على أرض مصرية "مية فى المية"..!! وتأسيسًا على هذا النهج المصرى العبقرى الذى من النادر أن تقابله، أدعو الجميع لسرعة إقامة دورة كروية تنشيطية احتفالية بنكسة 1967 أو بذكرى شهداء العبارة المنكوبة ألم يسقط فيهما آلاف الشهداء والضحايا أيضا؟. بالطبع ملهاة مأساوية لم يتفتق عنها حتى ذهن شكسبير فى عز شبابه. الفكرة نفسها وطريقة عرضها على فضائيات شوبير وشلبوكة مبتذلة للغاية وكمية النفاق التى أغرقنا فيها المعنيون بالأمر لأجل الإشادة بها وبعبقريتها تشى بوضوح إلى أننا بحاجة إلى إعادة جدولة وهيكلة ثقافتنا وسلوكنا مع عمل ( وفت ووير لأفكارنا سيما أننا مازلنا نتعامل بنفس أسلوب تغيير اسم المدينة من الكشح للسلام تعبيرًا عن أن كل شىء تمام يا أفندم، وكأن العيب أو المشكلة تكمن فى مجرد أسماء أو شكليات فقط.. وهو أسلوب مباركى عقيم سخيف وفاشل انطبع فى عقل وذهن وكيان بل وامتزج بدماء كل من يتولى مكانة فى هذا البلد المبتلى بقادته ومسئوليه، حتى بعد الثورة مازال الأسلوب كما هو لم يتغير، إذن نحن لسنا بحاجة إلى ثورة لأنه من الواضح أنها لن تفيد فى ظل حالتنا المزمنة تلك بل نحن فى أشد الحاجة إلى مبيد حشرى قاتل أو إلى قنبلة ناسفة تقضى على من يفكر ويعيش بمثل هذه الأساليب المفضوحة التى تتاجر بالبشر وآلامهم. على أية حال وإلى أن يمن الله علينا بتلك القنبلة الناسفة، وجب على رابطة أهالى شهداء الأهلى سرعة التصدى لتلك الفكرة والحيلولة دون إقامتها، ولمنافقى الفضائيات نقول نحن لن نستطيع أن نطالبكم بألا تنافقوا ولكن عليكم أنتم أن تحسنوا النفاق.