سئم احمد احمد الامريكي من اصل مصري معاملته على انه ارهابي محتمل فقط بسبب مظهره ولجأ الى سلاح غير تقليدي هو الكوميديا لمحاربة هذه الصورة. وبدلا من ان ينزل الى الشارع للاحتجاج عبر عن غضبه عن طريق نكات عن الاجراءات الامنية في المطار ومعاناته في كل مرة يركب فيها طائرة وهو نفس ما يلاقيه كثير من العرب والمسلمين نتيجة مخاوف الغرب عقب هجمات 11 سبتمبر ويقول في بداية عرضه الساخر "اسمي احمد احمد ولا يمكنني الطيران. حين أصل الى المطار تسالني مسؤولة الامن (هل حزمت متاعك بنفسك) وحين اجيب بنعم تقول لي (انت مقبوض عليك)." واحمد (35 عاما) ضمن قلة من ممثلي الكوميديا الامريكيين من اصل عربي الذين يستغلون ما حباهم الله من خفة ظل لتسليط الضوء على معاناة جاليتهم. وصرح لرويترز في امارة دبي حيث قدم عرضا في الاونة الاخيرة "يمكنك عرض وجهة نظرك دون وعظ. من خلال الفن يستطيع الفنان ان يطرح اراءه السياسية دون ان يتعرض لنفس القدر من الانتقادات التي توجه للساسة." وادت هجمات 11 سبتمبر لزيادة جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين في امريكا الشمالية واوروبا. وجاء في تقرير منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ان عدد مثل هذه الجرائم في الولاياتالمتحدة ارتفع 17 مرة من عام 2000 الى 2001 وكذلك التمييز والتصنيف العرقي. وتراوحت جرائم الكراهية بين الترهيب والتحرش وحتى القتل. وبفضل عروضه في الولاياتالمتحدة وكندا وبريطانيا والامارات اصبح لاحمد معجبون في جميع انحاء العالم وحصل على جائزة ريتشارد برايور للكوميديا العرقية في مهرجان ادنبره. و في تقرير لرويترز من دبي أن احمد ولد في مصر وانتقل مع اسرته الى الولاياتالمتحدة حين كان عمره شهرا واحدا وفي التاسعة عشر من عمره انتقل الى هوليوود في لوس انجليس ليصبح ممثلا. ويقول انه مل من حصره في دور مسلح عربي او سائق سيارة اجرة لذا تحول الى الكوميديا كي يتحكم في المادة التي يقدمها. وذكر ان اليهود يهيمنون على صناعة السينما في هوليوود التي لم تتعرف على ثقافة الشرق الاوسط والدين الاسلامي مما ينغص حياة الممثل العربي. وصرح قائلا "كان من الضروري معالجة ذلك والاسلوب الوحيد لتحقيق ذلك دون الافراط في تقديم الوعظ من خلال الكوميديا." وعمل قلة من العرب او الامريكيين من أصل عربي في هوليوود وحققت حفنه فقط النجومية مثل عمر الشريف وطوني شلهوب وسلمى حايك وهي ابنة مكسيكي من أصل لبناني. وتقول احدى دعابات احمد "تعلمون ان هناك كثيرا من الامور المشتركة بين العرب واليهود. لا يأكلون لحم الخنزير ويستخدمون حرف "الخاء" .. الفرق الوحيد بينهما ان اليهود لا يحبون انفاق اي مال والعرب ليس لديهم مال لينفقونه." وقام احمد بجولة مع حاخام يهودي عبر الولاياتالمتحدة واثار العرض الذي قدمه امام جمهور يهودي غضب بعض المسلمين في الغرب. ويقول كثير من العرب والمسلمين ان الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية يجعل التفاعل بين المسلمين واليهود صعبا ان لم يكن مستحيلا. ولكن احمد يقول ان العرب والمسلمين في الغرب لا يسعهم عزل انفسهم عن باقي المجتمع وينبغي التواصل مع الطرف الاخر وفهمه. وقال "يمكن ان تحقق تقاربا.. هذه مشيئة الله حتى تتعلم الدول والثقافات والاديان من بعضها البعض." والان يبحث احمد عن ممول يأتي بكوميديين أمريكيين من اصل عربي الى الشرق الاوسط ويمول مسلسلا تلفزيونيا كوميديا للامريكيين من أصل عربي يمكن انتاجه في منشآت الانتاج الفني الحديثة جدا الموجودة في دبي. ويقول ان العرب والمسلمين يتحملون مسؤولية دعم الممثلين الذين ينتمون لجاليتهم بصفة خاصة اذا كانوا يريدون تغيير صورتهم في هوليوود او الاعلام الغربي. ويقول احمد "حين تنتج هوليوود فيلما يصور العرب بشكل سيء أول ما يفعله العرب هو الاحتجاج. اقول دائما لا تحتجوا بل انتجوا فيلما او مسرحية او اي شيء يناقض الصورة التي يصوروننا بها." "بعبارة اخرى لا تستطيع ان تحارب النار بالنار في هذه الحالة تصدى للنار بالفن والفكاهة."