تصريحات نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين إبراهيم منير، وظهور المشير محمد حسين طنطاوي بميدان التحرير يوم الجمعة 11/11، لرفض الإعدامات، ودعوات المصالحة التي يبادر بها شخصيات ذات ثقل من حين لآخر.. جميعها رسائل تدعو للتصالح والتهدئة بين الأطراف المتصارعة؛ لكنها تصطدم في الغالب بأشواك لم تكن في الحسبان. بعض المتابعين للمشهد السياسي رصدوا بعض الأشواك التي تقف عثرة في وجه أي دعوات للمصالحة، أبرزها التباين في ميزان القوى بين الطرفين، وموقف أولياء الدم من "الإخوان" من التصالح. افتقاد الإخوان لأوراق الضغط سمير العركي، القيادى بالجماعة الإسلامية، سرد بعض العقبات التي تعرقل مشوار التصالح أهمها أن الإخوان لا يمتلكون أوراقاً للضغط، كما كانوا قبل أكثر من ثلاث سنوات، ولم يحاولوا الاستفادة من الحالة الثورية "الحقيقية" التي كانت عليها شوارع مصر منذ اللحظات الأولى لإعلان الإطاحة بمحمد مرسي، نظراً لغياب الرؤية في كيفية التعامل مع نظام 3 يوليو، إذ في الوقت الذي رفض فيه الإخوان الذهاب إلى الاجتماع الذي عقده السيسي مع القوى السياسية صبيحة يوم الثالث من يوليو 2013، غابت تماماً الخطة البديلة للتعامل مع مستجدات النظام، وتم الاكتفاء بالجلوس والاعتصام في ميداني رابعة والنهضة. الانقسام الذي تعاني منه الجماعة وأضاف العركي، في مقال له بعنوان "الإخوان المسلمون وحديث المصالحة المحرم"، أن حالة الانقسام التي تعاني منها الجماعة، والتي تجعل من الحديث عن مصالحة بين الإخوان والنظام الحاكم ضرباً من التجوز، بل سيكون الصواب حينها الحديث عن مصالحة بين النظام وبين جزء من الجماعة، فلم يحافظ الإخوان على وحدة وتماسك الصف المعارض في ظل حالة الموت السريري التي بات عليها تحالف دعم الشرعية والتي لم تعد خافية على أحد، والحديث الدائر حاليًا عن كيان بديل باسم الجمعية الوطنية، ففرق كبير أن يذهب الإخوان بمفردهم إلى طاولة المفاوضات أو أن يذهبوا ومعهم جبهة عريضة تضم أطيافاً شتى . النظام لم يعد في حاجة للتصالح مع الإخوان وتابع: "النظام الحاكم نفسه لم يعد في حاجة الآن على الأقل إلى التصالح مع الإخوان، بعد تمكنه من تثبيت أركانه داخلياً وخارجياً، أما الربط بين المصالحة وبين إصلاح الأوضاع الاقتصادية المتردية، فلا يعدو كونه ضرباً من الخيال وأمنيات نفس يحلو للبعض أن يصدرها لمريديه في صورة تحليلات ودراسات، ففي وجهة نظر النظام التي عبر السيسي أكثر من مرة عنها، أن الإخوان أضاعوا فرصة ذهبية برفض العرض الذي عرض عليهم في الساعات الأولى التي تلت الإطاحة بمرسي، ولم تعد المصالحة تعني لدى السيسي سوى الاستسلام". وختم قائلا: "بالرغم من كل ذلك، تبقى المصالحة خياراً وحيداً أمام الجماعة لحل أزمة آلاف المعتقلين والمشردين ووقف النزيف الداخلي، بعد تفريطها الغريب في كل أوراق الضغط وفشل قادتها في إدارة الأزمة وهو ما يدركه كثير من القيادات، لكن الحديث عن المصالحة بالصورة التي فعلها إبراهيم منير، سيظل حديثاً محرماً إلى حين إشعار آخر" الموقف القوي وفي السياق ذاته، يقول أستاذ مقاصد الشريعة الإسلامية، وصفي عاشور أبو زيد، والمحسوب على جماعة الإخوان، إن السعي نحو أي تسويات أو تفاهمات يجب أن يمتلك القوة والموقف القوي الذي يلجأ إليه الخصم للجلوس والتنازل والخضوع للشروط التي تملى عليه. ضبابية الرؤية وأضاف في تصريح له: "يشترط لذلك أيضا أن أي تواصل أو أية تسويات تأتي في إطار رؤية واضحة وخطة محددة ومراحل مدروسة للقضاء على نظام 3 يوليو، واستعادة الإرادة الشعبية كاملة غير منقوصة، أما التحرك والاتصالات والدعوة إلى تسويات ومصالحات - أيا كانت المسميات – دون أن تكون لي قوة مؤيدة ملموسة أو رؤية واضحة مدروسة، فهذا من العبث الذي يجب أن يترفع عنه أهل الحق، بل هو من باب إعطاء الذلة في الدنيا والدنية في الدين". في هذا الإطار، قال المهندس أحمد السباعي، القيادي بحزب الوطن، إن المتابع للمشهد لا بد أن يربط بين تصريحات المشير طنطاوي في ميدان التحرير، والذي أكد خلاله أنه ليس هناك إعدامات وبين إلغاء حكمي الإعدام على الرئيس مرسي. وناشد السباعي، الأطراف بضرورة التراجع خطوة للوراء وقبول التهدئة واستغلال المؤشرات التي يطلقها البعض من آن لآخر- حسب قوله.