أفادت مصادر حقوقية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، بأن المحاكم العسكرية التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت اليوم الأحد، أحكامًا بالسجن الفعلي بحق أسرى فلسطينيين وقدمت لوائح اتهام ضد آخرين. وقدّمت محكمة الاحتلال المركزية في مدينة الناصرة، لائحة اتهام بحق أربعة فلسطينيين، تتضمن العمل في منظمة "غير شرعية"، ومددت اعتقالهم حتى ال 8 ديسمبر المقبل. وقالت شرطة الاحتلال في بيان لها، إن المحكمة "المركزية"، قدمت لوائح اتهام بحق الفلسطينيين؛ حكمت نعامنة (36 عامًا) من عرّابة، عبد الكريم كريم (65 عامًا) من كفر كنا، يحيى السوطري (54 عامًا) من الناصرة، وإسماعيل ذياب (61 عامًا) من عرّابة (جميعهم من الداخل الفلسطيني المحتل). وأضافت أن الشرطة الإسرائيلية وبالتعاون مع جهاز الأمن العام "الشاباك"، تمكنت من الكشف عن مجموعة من الفلسطينيين الذين قاموا بتفعيل حركة "المرابطين والمرابطات"، والتي تهدف إلى إبعاد اليهود عن المسجد الأقصى، وفقًا لبيان شرطة الاحتلال. وزعمت أن المتهمين قاموا بنقل أموال بقيمة 700 ألف شيكل لنشطاء من "المرابطين والمرابطات"، ودفع مبلغ 1500 شيكل لكل مرابط، و1000 شيكل لكل مرابطة، إلى جانب دفع مبلغ لكل سائق حافلة يتوجه بهم إلى المسجد الأقصى. وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنه رغم حظر الحركة الإسلامية في الداخل المحتل وكذلك "المرابطين والمرابطات"، إلّا أن نشاطاتها استمرّت من خلال دفع الأموال لنشطائها. وادعت بأن وجود حركة "المرابطين" أدّت إلى زيادة التوتر في المسجد الأقصى، والإخلال بالنظام، ما أدّى إلى اندلاع ما أسمتها ب "موجة الإرهاب" (في الإشارة إلى انتفاضة القدس التي اندلعت نتيجة الاعتداء على رواد المسجد الأقصى). وكانت حكومة الاحتلال، قد أصدرت قرارًا العام الماضي (2015)، بحظر ما أسمته "تنظيم المرابطين"، كما قامت باعتقال عشرات الفلسطينيين في الفترة التي تلت القرار من مناطق متفرّقة في مدينة القدس والداخل المحتل؛ والتحقيق معهم على خلفية أحداث الأقصى. وفي شهر سبتمبر الماضي أدانت المحكمة المركزية في القدس الفلسطينيين؛ خليل عباسي (58 عامًا)، نجيب القواسمي (61 عامًا)، ومحمد جبارين (55 عامًا) بتهمة “الرباط في المسجد الأقصى”، وأصدرت حكماً بالسجن الفعلي لمدة 14 شهرًا بحقهم، كما فرضت عليهم غرامة مالية بقيمة 15 ألف شيكل لكل واحد منهم (ما يُعادل ال 4 آلاف دولار أمريكي). وفي السياق ذاته، أصدرت المحكمة "المركزية" في القدسالمحتلة، اليوم، أحكامًا بالسجن الفعلي بحق أربعة شبان مقدسيين بينهم طفل، ونقلت مصلحة السجون أكثر من 100 أسير من سجن "نفحة" الصحراوي إلى سجون إسرائيلية أخرى. وأفادت ريحانة عودة، شقيقة الأسير الطفل عبد الناصر عودة (16 عامًا)، بأن محكمة الاحتلال المركزية حكمت على شقيقها "عبد الناصر" بالسجن الفعلي لمدة ثلاث سنوات، إضافة إلى ثلاث سنوات مع وقف تنفيذ، وهو من بلدة جبل المكبر (جنوبي شرق القدس). وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، أمجد أبو عصب، إن "المركزية" قضت بالسجن الفعلي على الشاب علاء صلاح (19 عامًا) لمدة 5 سنوات ونصف، وبسجن الأسير محمود محيسن لمدة ثلاث سنوات ونصف. وأوضح أن الأسيرين معتقلان منذ بداية شهر يناير 2016، وهما من قرية العيساوية (شرق القدسالمحتلة). وأضاف أن "المركزية" حكمت على الأسير أحمد ناصر (30 عامًا) بالسجن لمدة 24 شهرًا، وهو من قرية العيساوية. وبيّنت جمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، أن إدارة سجون الاحتلال شرعت بعمليات نقل لأكثر من 100 أسير في قسمي (3)، و(4) في سجن "نفحة" إلى سجون "ريمون"، "عوفر" و"النقب"، بحسب ما ورد من معلومات أولية للجمعية. وأوضحت أن هذا الإجراء جاء عقب عملية اقتحام نفذتها قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال "المتسادة" فجر اليوم. (الثانية التي تنفذ بحق أسرى سجن "نفحة" خلال الأيام الماضية). من جهة أخرى، نقل محامي جمعية نادي الأسير عن الطفل الأسير عمار أبو هلال (15 عامًا)، من بلدة دورا في مدينة الخليل، تعرضه لعملية تنكيل على يد قوات الاحتلال، أثناء عملية اعتقاله في العاشر من نوفمبر الجاري. وقال الطفل خلال زيارته في سجن "عوفر"، إن قوات الاحتلال اعتدت عليه بالضرب المبرح عند اعتقاله، وأضاف "أنه جرى نقله إلى برج تابع لقوات الاحتلال، واستمروا بضربه، كما أرغموه على الاعتراف بقيامه برمي الحجارة، ثم تركوه في الخارج لنحو ساعتين، وأبقوه دون طعام أو شراب لمدة 12 ساعة متواصلة". ويعاني الأسير أبو هلال من عدة أمراض، منها، تليف رئوي، وتصلب في القصبات الهوائية، وتجلط، ويخضع لعلاج بالوريد مرتان في اليوم. وتعرّض الطفل جهاد عليان (16 عامًا)، من مخيم الجلزون في رام الله، لاعتداء على يد قوات الاحتلال أثناء عملية اعتقاله، في ال 31 من شهر أكتوبر الماضي. وقال محامي نادي الأسير نقلاً عن الطفل عليان إنه رغم إصابته بكسر في أصابع قدمه، إلا أن قوات الاحتلال تعمدت ضربه على قدمه، ما تسبب بكسر في كاحل قدمه، وتم نقله لاحقاً إلى سجن "عوفر" ثم إلى مشفى "هداسا" لتلقي العلاج.