"مدد يا الله، ورآيات خضر، ودف ومديح، ورقص وأهازيج، وسكر بلا خمر، وسباحة فى مجرات التصوف بين شاطئ الحقيقة وجزر الألغاز، وهيمان ونقاء للروح، ولذة فى مدح النبى وآل بيته الكرام "هذا حال المتصوف الذى يجلس فى إحدى ساحات الصوفية بمحافظة الأقصر". "المصريون" تقصت أحوال الصوفية وأخبارهم، فى بلدة تعتبر من كبرى محافظات مصر فى انتشار التصوف وساحاته، وطرقه، حيث تشتهر الأقصر بالساحة الرضوانية فى شرق المحافظة، وساحة الشيخ الطيب فى غرب الأقصر، بينما تنير أنوار أبو الحجاج وسط الأقصر، وتنتشر ساحات كثيرة فى أطراف المحافظة: كالساحة الجيلانية، والدح، وسعيد بن باب بحر، وأبو القمصان وأبو زعبوط ونور الدين وموسى أبو على والعشى والطاهر الحامدي، وأحمد بن إدريس. يقول الشيخ أحمد، أحد مشايخ الصوفية بأرمنت، إن الفكرة فى الرقص على المديح، يأتى من أنها أذكار بدنية، أو رياضة بدنية، حيث يعتقد الصوفى، أن الملائكة تتراقص حول عرش الرحمن، مرددة سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وهو ما تقلده الطرق الصوفية. وأضاف، أن الصوفية اختلفت كثيراً عن الماضى، حيث كانت هناك جلسات ذكر، تبدأ بدروس دينية على يد مشايخ كبار أمثال الشيخ محمد على سلامة، يتلوها أذكار صوفية، ثم يتم ختم الحضرة بمديح على المصطفى، بينما الآن نرى طغى المديح على الأذكار، ناهيك عن التراقص الجم والغريب، والاختلاط بين النساء والرجال فى الحضرة، مما يقلل من الروحانيات ووجود مداخل للشيطان. كما تداول أهل الأقصر، فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى ادعوا فيه أن طقوساً شيعية حاضرة فى مولد الأمير حمد الحسينى بمركز الطود شرق المحافظة، حيث كان يظهر فى الفيديو بعض أتباع الطريقة الرفاعية، يرقصون على أنغام غريبة بعض الشيء، مع جلوس خمسة من أتباع الطريقة فى الأرض، ويقوم أحد الأشخاص بالمشى فوقهم، وهو ما اعتبره عددًا كبيرًا من الأقصريين بأنها طقوس شيعية فى المولد. من جانبه نفى مصطفى الحفنى، أحد منظمى المولد، أن تكون تلك الطقوس شيعية، مشيراً إلى أنها احتفالية خاصة بمولد الأمير حمد الحسيني، ويشارك فيها جميع أهالى قرية "طود البلد"، إضافة إلى تواجد كل الطرق الصوفية، والذين يقدمون تشريفة لصاحب المقام والاستعراض بالسيوف والرقص بتلك الطريقة التى ظهرت فى الفيديو، مؤكداً أن الصوفية بعيدون كل البعد عن الشيعة لأن الشيعة يسبون فى نساء النبى الكريم والخلفاء الراشدين. محمد عبد القادر، أحد الشباب المتصوف بمركز أرمنت، أكد أن أبرز السلبيات التى رآها فى بعض مدعى التصوف أنهم يتعاطون المخدرات، بقوله "يتعاطون المخدرات بداعى أنها تطفئ نار الوجد والشوق التى لا يتحملونها بناء على كلامهم، وأن هناك حكمًا ظاهرًا وحكمًا باطنًا لمقارنة ذلك بما حدث مع سيدنا الخضر وسيدنا موسى _عليهما السلام_مضيفًا، أن هذا منطق خاطئ وغير دقيق، وأنه لا يراه سوى حجج واهية لإقناع مريديهم بأن ما يفعلوه من منكرات محرم فى ظاهره وباطنه جائز للرفع من قدرهم. بينما أوضح محمد السنوسى، أحد شباب الصوفية، أنه خلال 14عاماً كنت متصوفاً بها لم أر أى مخدرات فى مجالس الذكر، مؤكداً أن المجلس يحتوى فقط على أحزاب دينية وآيات قرآنية وأدعية، وصلاة على المصطفى، ومديح له، بينما يحزنه الاختلاط بين الرجال والنساء فى الموالد، مؤكداً أن هذا الاختلاط لا يمت للتصوف ولا للإسلام بصلة. وشاطره الرأى محمد حجاج الهواش، حيث يقول "ليس التصوف مدخلاً للشيعة، وأن من يروج هذا الكلام أعداء الإسلام، لخلق فتنة بين المسلمين" فى حين يؤكد، أنه لم ير أى مخدرات فى أى من مجالس الذكر.