نتذكر جميعًا الغبار الذى حاصرنا عندما نشروا صورة وجيه الشيمى، النائب الكفيف الوحيد بالبرلمان، وهو مغمض العينين وتباروا بالسخرية من النواب "الشيوخ" الذين بدأوا عملهم بالنوم.. ولم يعتذروا لسوء أدبهم عندما اكتشفوا الحقيقة وكان موقفهم نموذجًا لاختيارهم للعمى ورفضهم رؤية "الواقع" المصرى بعد الثورة.. ولا نجد ردا أفضل من رد الشيمى وهو القائل: نحن لسنا معاقين ولكن متحدى الإعاقة فالمعاق هو من لا يصل لهدفه فالأهم هو البصيرة.. وهو ما يفتقده من يملأون حياتنا صخبا وضوضاء وآن الآوان ليصمتوا وليرحلوا.. ومنهم من يصرخون الرئيس أولا قبل الدستور وقد "انتحبوا" من أجل الدستور أولا، والمؤكد أنهم "رأوا" العسكر عندئذ فلم يلبس المجلس العسكرى طاقية الإخفاء، وحرضوه على تأجيل الانتخابات لأنهم غير مستعدون، وحاولوا طويلا فرض الدستور أولا من خلال يحيى الجمل ومحاولاته المتعددة وعبر وثيقة السلمى ثم بالترحيب والانضمام للمجلس الاستشارى وهو اعتداء صارخ على إرادة المصريين فلم ننتخبه وفرضوه "لترضية" الراسبين بالانتخابات وفاقدى الوجود الشعبى وللتحايل على إرادتنا ولصنع كيان مواز لمجلس الشعب.. ولذا رفضناه وتحول لخيال مآته بعد الانسحاب الدراماتيكى للكثيرين منه والعودة إليه والتبرؤ منه مما يحير "أجدع" كاتب سيناريو بالكون، فلا أحد يمكنه تخيل نهاية هذه الصغائر. فمن قام بتحذير المجلس العسكرى من ترك السلطة - بشهادة عصام سلطان- حتى لا يكون مصيرهم القفص مثل المخلوع هم من يزايدون الآن ويصرخون: يسقط يسقط حكم العسكر. ومنهم حسن نافعة الذى وجد حلا عبقريا غاب عنه "البسطاء" والجهلة من المصريين فاقترح بتخلى المشير عن منصبه ثم يترشح للانتخابات ولو اقترح غيره هذا الاقتراح "الجهبذ" لمزقوه إربًا ولكنه "مننا وعلينا" فهو كالمناضل أسامة الغزالى حرب الذى طالب ببقاء المجلس العسكرى "لأنه موش قاعد على نفسنا" وزعيم المناضلين هيكل الذى هتف: تسمح لى يا سيادة المشير أناديك ياسيادة الرئيس. ويتصدر هؤلاء "المبصرون" المشهد وتلاميذهم ومريدوهم "والهتافين" لهم مطالبون بالرئيس أولا.. وعليهم احترام عقولنا والتبرؤ من مطلبهم السابق بالدستور أولا ولا يكفى الاعتذار بل لابد من إظهار الندم التام والتوقف عدة أشهر عن أى تصريح أو ظهور بالفضائيات حتى يأخذوا "كورسات" فى فهم الواقع السياسى المصرى بعيدا عن الاستوديوهات المكيفة بالفضائيات فقد أثبتوا لنا أن طول بقائهم بها يتسبب بإصابتهم بفيروسات "تعطل" رؤية الواقع "وتصر" على تلوينه بما "يحلمون"برؤيته وحدهم. لذا أصروا على الحداد يوم 25 يناير وعلى الإضراب يوم 11 فبراير فهذان يومان حزينان لهم، فقد بدأت زلزلة الأرض تحت أقدام نخبة المخلوع وإعلامه بهذين اليومين.. وبذلوا ومازالوا يبذلون المجهود الخرافى لتثبيت أقدامهم ليقينهم أنهم يقاومون "الردم" تحت أنقاض نظام المخلوع. وتعاموا عن قول تهانى الجبالى بأن حادث تعرية الفتاة بالتحرير فردى ولو قال غيرها ذلك لحرقوه حيا.. ويقوم من اختاروا العمى وبمساندة وتواطؤ من الإعلام بالتركيز على السلبيات ليسهل إجهاض الثورة وسرقتها بعد إشاعة اليأس والإحباط فى نفوس المصريين.. ونرد عليهم بالقول الرائع: اللى يكسر مجاديفى يحرم عليه صباحى.. وبالشكر للرحمن على "نعمة"الثورة التى حرمت جمال من الحكم وعلاء من إعداد ابنه للحكم بعد جمال، وهو ما كان ينتظرونه. ليواصلوا خداعنا بالتمثيل الردىء وارتداء أثواب النخب والبطولة وهما منهم براء.. ونلتمس لهم الأعذار فقد أصيبوا بالعمى النفسى وهو مرض يصيب من يتعرض لصدمة نفسية قاسية تجعله لا يرى لرفضه رؤية ما يراه فضلا عن افتقادهم لنور البصيرة..