"هل تعود ظاهرة الإسلاموفوبيا لتنتشر من جديد داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية؟"، سؤال تبادر إلى أذهان الجميع عقب انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد "دونالد ترامب"، خاصة مع إعلانه أكثر من مرة كراهيته للإسلام بشكل واضح. وكان المرشح الجمهوري "ترامب" فاز في الانتخابات الأمريكية على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. و"الإسلاموفوبيا" هى صورة نمطية مسبقة عن الإسلام والمسلمين، تخلق كراهية وعداء للإسلام والمسلمين وتروجها في المجتمعات الغربية أجهزة الإعلام والحركات العنصرية المتطرفة والأحزاب والمنظمات اليمينية المتطرفة بهدف تخويف الناس من المسلمين، وذلك للإثارة والتوظيف السياسى. وازدهر مفهوم الإسلاموفوبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 التي وقعت هناك وتبناها تنظيم القاعدة، وأحدثت تحولاً نوعيًا في واقع العلاقات الدولية واحتل أثرها بلدين إسلاميين هما العراق وأفغانستان. ودفعت عدة مؤشرات المسلمين المقيمين في أمريكا إلى التخوف من ظاهرة "الإسلاموفوبيا" عقب انتخاب "ترامب"، ومن هذه العوامل، ظهور إحدى طروحات الرئيس الأمريكي الجديد علي موقعه الإلكتروني بعد أيام من انتخابه، بعدما أزيل عنه فترة. ويبلغ عدد المسلمين في أمريكا 3.3 مليون نسمة ليمثل حوالي 1% من تعداد السكان هناك، حسب آخر الإحصائيات، التي أشارت إلى أن الزيادة في عدد السكان المسلمين في أمريكا تعود إلى الهجرة التي زادت في الآونة الأخيرة من مختلف الدول العربية والإسلامية كما أنه يعود أيضًا إلى اعتناق البعض للإسلام. ويتمثل المقترح المذكور سالفًا في حظر دخول المسلمين إلى أمريكا، والذي كان أعلنه "ترامب" في ديسمبر 2015مطالبًا بالوقف الكامل والتام لدخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، إلى أن يتمكن مندوبو أمريكا من فهم ما يجري، حسب قوله. وأشار "ترامب" في بيان له إلى أن الهجمات المروعة التي يشنها أشخاص لا يؤمنون إلا بالإرهاب ولا يكنون أي احترام للحياة البشرية"، منددًا ب"الكراهية" التي يكنها للكثير من المسلمين للأمريكيين. وعقب مرور يوم واحد على انتخاب "ترامب"، حدثت هجمات ضد طالبات مسلمات في جامعتين أمريكيتين بسبب حديثهما حول انتخاب "ترامب" والمجتمع الإسلامي. وتعرضت إحدى الطالبتين لسرقة مفاتيح سيارتها وأموالها، وذهبت إلى الشرطة للمساعدة، وعندما عادت كانت سيارتها مسروقة، وذلك بعدما اقترب الرجل المعتدى منها من الخلف، وسحب حجابها، وخنقها ورماها. ومن جانبها، صنفت الشرطة الأمريكية الاعتداء باعتباره جريمة كراهية وسرقة، معتبرة أن الضحيتين كانتا مستهدفتين لكونهما مسلمتين موضحة أن الشرطة تحقق في هجوم مشابه في جراج داخل حرم الجامعة. سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية, رأى أن "ترامب ليس مهاجما للإسلام وإنما يهاجم العنف المستخدم باسم الإسلام, ويساعد على الفوضى الخلاقة والأمور الغير مستقرة في أمريكا". وفي تصريحات ل"المصريون"، أكد "اللاوندي" أن "الإسلاموفوبيا" موجودة في الغرب خاصة أمريكا وكانت بدايتها هناك منذ سنوات ويمكن تقويتها بشكل أو بآخر دون النظر إلى البيان الصادر بشأن منع المسلمين من دخول أمريكا. وتابع أن ما يحدث في أمريكا الآن من فوضى واعتداء على سيدات مسلمين وانفلات أمني بسبب الدعاية الانتخابية المسمومة التي تقودها هيلاري كلينتون المرشح الانتخابي السابق للرئاسة الأمريكية والتي تتسبب حالة من الذعر لدى الشعب الأمريكي، حسب قوله. وبدوره قال حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق, أن "ترامب" في آخر مناظرة له أعلن عن ترحيبه للمسلمين المؤمنين للديمقراطية الأمريكية . وأضاف "هريدي" في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن الرئيس الأمريكي الجديد يحارب الإسلام الذي يحمل السلاح مثل داعش والجماعات الإرهابية وإنما "كلينتون" كانت تشجع مثل هذه الجماعات، حسب قوله. وأشار إلى أن السلطات الأمريكية ستحاسب المسئولين عن الاعتداء على سيدات المسلمين هناك ولكن بعد استقرار البلاد والانتهاء من حالة الذعر والخوف والفوضى التي تشهدها أمريكا بعد انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد.