منذ الإطاحة بجماعة "الإخوان المسلمين" من الحكم في 3يوليو 2013، شهدت العلاقات المصرية الأمريكية توترًا، على الرغم من استمرار واشنطن في تقديم المساعدات للقاهرة، ما دفع الأخيرة إلى التوجه نحو روسيا وتعميق العلاقات مع موسكو، وعقد صفقات تسليح معها. وجاء فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون ليعيد الأمل إلى النظام الحاكم في مصر بعودة العلاقات مع الولاياتالمتحدة إلى سابق عهدها. واعتبر الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير في العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن "فوز دونالد ترامب، سيعطى قبلة الحياة لعودة العلاقات المصرية الأمريكية كما كانت في السابق، إذ أن العلاقات بينهما ستكون مختلفة تمامًا، لأن ترامب سيغير كثيرًا من السياسات التي كان ينتهجها الرئيس باراك أوباما خلال عهده". وأضاف اللاوندى ل"المصريون": "النظام المصري بعد 30 يونيو، تراجعت علاقته بأمريكا، نظرًا لانحياز نظام أوباما للجماعات المتطرفة حول العالم، وبصفة خاصة جماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي كان السيسى يقود فيه حربًا شرسة ضدها بالتعاون مع العديد من دول العالم". وقال خبير العلاقات الدولية، إن "الفترة المقبلة ستشهد نموًا في العلاقات بين الدولتين، خاصة وأن ترامب أشاد برئيس مصر فى كثير من المحافل الدولية وسلط الضوء على دوره البارز في محاربة الإرهاب والتطرف ودعمه الدائم لنشر السلام والتعاون الدوليين، كما أنه رحب كثيرًا باللقاء معه وزيارته في أكثر من مناسبة، ويرى أن بينهما توافقًا سياسيًا وفكريًا كبيرًا". وأشار اللاوندى، إلى أن "خسارة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية، ستكون لها تأثير على الإخوان المسلمين، لأنها كانت أكبر الداعمين لهم، وساندتهم كثيرًا منذ أن كانت وزيرة للخارجية، وهذا كان سيزيد العلاقة سوءًا مع مصر وتتحول لعداء صريح بين الطرفين، بعد أن كان يمارس هذا العداء أوباما، ولكن على استحياء، لأن المصالح الدولية تتوجب عليه ذلك". في السياق نفسه، أعرب الدكتور يسري العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام" عن توقعه بحدوث تطور كبير للغاية في العلاقات المصرية الأمريكية بعد فوز ترامب، خاصة أن هناك توافقًا فكريًا بين الرئيسين، وخاصة في الشق السياسي الرافض للحرب في سوريا، ومحاربة الإرهاب في شتى بقاع العالم، وهذا ما يؤكد أن العلاقات بين الطرفين عائدة وبقوة. وأضاف العزباوى ل"المصريون": "النظام في أشد السعادة بفوز ترامب، لأن وجوده في الحكم سوف يدعم النظام الحاكم بمصر، وبالتالي فرصة الإخوان للهجوم على النظام ستقل خلال الفترات المقبلة، وذلك لعدم وجود دعم من نظام ترامب". من جانبه، قال خالد أبو طالب، عضو مجلس النواب ل"المصريون"، إن "فوز دونالد ترامب هو الأفضل لمصر"، معتبرًا أن "الصورة الذهنية المشوهة عنه سببها الإعلام الأمريكي، إلا أن الرئيس الجديد متواصل مع الطبقة الوسطى ويتحدث بلغتهم".