كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية مفاجأة مفادها أن قوات المعارضة السورية تحقق تقدمًا في المعركة الجديدة لفك الحصار عن الأجزاء الشرقية من مدينة حلب, بينما يفر جنود نظام بشار الأسد أمام شراسة القتال. وأضافت المجلة في تقرير لها في 2 نوفمبر, أنه يشارك في معركة فك الحصار عدة فصائل من المعارضة السورية المسلحة هي : حركة نور الدين زنكي وصقور الشام وجند الأقصى وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني. وتابعت " فصائل المعارضة السورية استغلت الظروف الجوية والضباب لإرسال منفذي العمليات الانتحارية، وشن هجمات مباغتة على قوات الأسد, كما شن الثوار هجمات على مناطق في حلب, لم يسبق لها أن شهدت قتالا من قبل". واستطردت المجلة: "فصائل المعارضة اقتربوا من الأكاديمية العسكرية في الشطر الغربي من حلب, التي تعد مفتاح مدينة حلب برمتهاو كما بدأ جيش الفتح تنفيذ خطة حصار على الأكاديمية العسكرية التي تعد غرفة العمليات الرئيسة لقوات الأسد في شمال سوريا، والتي تضم منازل للضباط الروس والإيرانيين، وضباط الميليشيات الشيعية الموالية للنظام السوري, ممثلة في حزب الله اللبناني وحركة النجباء العراقية". وأشارت "نيوزويك" إلى أن مسلحي المعارضة يقاتلون بضراوة لأنه ليس لديهم ما يخسرونه، ونقلت عن أحد مقاتلي "أحرار الشام" أبو جبر, تأكيده أن كل بيت من معارضي الأسد له سجين لدى النظام، أو أن أحد أفراده قتل على أيدي قوات النظام، أو أن فيه أحد الجرحى المصابين بأيدي النظام. وأضافت المجلة أن هناك تقارير تتحدث عن أن روسيا تخطط لهجوم كبير على الجزء الشرقي من حلب, إلا أن هذا لم ينل من عزيمة مقاتلي المعارضة, فيما تلوذ قوات الأسد بالفرار أمام شراسة هجماتهم. وكانت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية كشفت أيضًا مفاجأة مفادها أن تركيا اقتربت من إقامة آمنة في شمال سوريا, وهو ما من شأنه أن يحدث تغييرًا في موازين القوى على الأرض في سوريا, بعد أن كانت في صالح نظام بشار الأسد في الفترة الأخيرة. وأضافت المجلة في تقرير لها في 29 أكتوبر, أن القوات التركية ومسلحي المعارضة السورية المدعومين من أنقرة أصبحوا يسيطرون الآن على منطقة تمتد لنحو تسعين كيلومترا من مدينة جرابلس المتاخمة للحدود مع تركيا إلى مدينة أعزاز غربي سوريا. وتابعت "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حقق إنجازًا كبيرًا في شمال سوريا وضرب عصفورين بحجر واحد، حيث تمكن من إبعاد مسلحي تنظيم الدولة في سوريا عن حدود بلاده, كما نجح أيضًا في منع وحدات حماية الشعب الكردية السورية من وصل مناطقها الشرقيةبالغربية في شمال سوريا". واستطرت المجلة "طموحات أردوغان لن تقف فيما يبدو عند ما سبق, حيث تخطط القوات التركية ومعها مسلحي المعارضة السورية للتحرك جنوبا بعد أن سيطروا على بلدة دابق بريف حلب الشمالي في بداية أكتوبر, والزحف على بلدة الباب بريف حلب الشمالي في طريقهم إلى مدينة الرقة عاصمة تنظيم الدولة". وأشارت "الإيكونوميست" أيضًا إلى أن الثوار السوريين في جرابلس يعتزمون أيضًا كسر الحصار المفروض على حلب، ونقل المعركة إلى نظام بشار الأسد في نهاية المطاف". وخلصت المجلة إلى القول: "إنه تحقق لأردوغان أخيرًا هدفه بإقامة منطقة عازلة في شمال سوريا من أجل توفير الملاذ الآمن للاجئين السوريين، وجعلها في الوقت ذاته نقطة انطلاق لثوار سوريا, وذلك بعد سنوات من تجاهل الغرب لدعوات أردوغان المتكررة لإنشاء مثل هذه المنطقة". وكانت فصائل سورية معارضة أعلنت الجمعة الموافق 28 أكتوبر بدء معركة فك الحصار عن الأحياء الشرقية في مدينة حلب شمالي سوريا، وقال القائد الميداني والمتحدث العسكري باسم حركة "أحرار الشام" أبو يوسف المهاجر لوكالة الصحافة الفرنسية إن كل فصائل جيش الفتح وغرفة عمليات فتح حلب تعلن بدء معركة فك الحصار عن حلب التي ستنهي احتلال النظام للأحياء الغربية من حلب، وتفك الحصار عن أهلها المحاصرين داخل الأحياء الشرقية. كما نقلت وكالة "رويترز" عن المسئول في تجمع "فاستقم" التابع للمعارضة السورية المسلحة في حلب زكريا ملاحفجي قوله إن مسلحي المعارضة أطلقوا صواريخ جراد على قاعدة النيرب الجوية جنوب شرقي حلب، في إطار الاستعدادات لهجوم جديد يهدف إلى كسر حصار نظام الأسد للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في المدينة. وأضاف ملاحفجي أن عددًا من جماعات المعارضة المسلحة يشارك في الهجوم الجديد لفك الحصار عن حلب، وأن قصف القاعدة الجوية جزء من الهجوم. كما قصفت المعارضة المسلحة بقذائف المدفعية والصواريخ مواقع قوات الأسد في ضاحية الأسد ومحيطها غربي حلب، وقالت "الجزيرة" إن جيش الفتح أعلن أيضا تفجير ثلاث عربات ملغمة بمواقع النظام غربي حلب. كما أعلنت المعارضة المسلحة سيطرتها على منطقة مناشر منيان غربي حلب بعد معارك مع قوات الأسد . وقال فيلق الشام -أحد الفصائل السورية المقاتلة بحلب- إنه تم تحرير كل من حاجز الصورة والمدرسة والمناشر والبيوت المحيطة بها وحاجز ساتر المستودع من سيطرة قوات النظام، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة يتقدمون لفك الحصار عن المدينة.