كشفت مصادر رفيعة المستوى عن قيام محمد دحلان القيادي المفصول بحركة فتح، بدور الوسيط بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية للإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين بينهم منتسبون للحركة من السجون الإسرائيلية وتخفيف الحصار على قطاع غزة وفتح معابر كرم أبو سالم وكارن للسماح بدخول شاحنات الأغذية والوقود لحل أزمات القطاع المحاصر منذ عشر سنوات، في إطار مساعيه لتأمين دعم الحركة المسيطرة على قطاع لمحاولاته لإطاحة الرئيس محمود عباس من سدة السلطة الفلسطينية. فقائد الأمن الوقائي السابق في قطاع غزة والقيادي المفصول من حركة فتح لم يترك فرصة للتمكن من مفاصل السلطة الوطنية الفلسطينية إلا وأقدم عليه حتى لو كان ذلك يصب في صالح العدو اللدود له الذى ساهم منذ ما يقرب من 11 عامًا من طرد دحلان وصبيانه من غزة وفى مقدمتهم نائبة رشيد أبو شباك. وما ورد فى السطور السابقة تتداوله مصادر رفيعة المستوى بالقاهرة حيث أكدت أن دحلان وفي إطار صراعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورغبته في الإطاحة به شرع في خطب ود حركة حماس بكل الوسائل منها في ظل دعم ومصري عربي لمساعيه بل إن العواصم العربية أوفدت مبعوثين إلى غزة برفقة دعم مالى كبير للقطاع لإقناع حماس بأن دحلان هو رجل المرحلة المقبلة. وأفادت المصادر بأن دحلان قدم وعودًا لحركة حماس كذلك بالإفراج عن عدد من الأسرع الفلسطينيين القابعين في سجون إسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة والتوقف عن ترحيل أسري الضفة إلى غزة كان معمولا به طوال السنوات الماضية وضمان قيام إسرائيل بتقديم تنازلات لحماس في صفقة تبادل أسري مع الحركة التي تحتفظ بجنديين إسرائيليين منذ نهاية عدوان2014علي قطاع غزة. وامتدت محاولات دحلان لخطب ود حماس لدعم مساعيه لإسقاط الرئيس عباس إلى التدخل لدى إسرائيل لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة لمدة 10سنوات والسماح بدخول كميات كبيرة من السلع وكميات من الوقود لحل أزمات القطاع فضلاً عن تخفيف القيود علي معبر الملك حسين بين الضفة الغربية والحدود الأردنية. ولم يكتف دحلان بذلك بل أنه لعب دورًا في فتح معبر رفح خلال الأيام العشرة الماضية بعد تدخله لدي السلطات المصرية وانتزاع موافقته علي السماح بمرور 20 ألف فلسطيني كانوا عالقين في المعبر منذ أشهر بينهم مرضي وطلاب وحاملي إقامات بالخارج بشكل أثار ارتياحًا شديدًا لدى الحركة. وحول إمكانية قبول حركة حماس بمحاولات دحلان لتأمين دعمها لمحاولات إسقاط عباس يري السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هناك تاريخًا من العداء والشكوك وغياب الثقة بين الطرفين بشكل يجعل إقدام حماس على دعمه أمرًا شديد الصعوبة إن لم يكن مستحيلا في ظل شكوك الحركة في دحلان المرتبط بعلاقات وثيقة مع تل أبيب.
ورأي الأشعل أن دحلان لا يسعى لدعم حماس لوصوله إلى رئاسة السلطة الفلسطينية بشكل مباشر ليقينه بصعوبة الأمر باستحالة ذلك ولكنه يرغب في تأييده لأحد أحد الموالين له لرئاسة السلطة حتى لا يتحمل دخلان فاتورة الفشل التي تعاني منه سلطة رام الله وإخفاقاته السياسية والاقتصادية طوال السنوات الأخيرة لاسيما أن إطاحة عباس والتي تحظى بدعم عدد من الدول العربية هى هم دحلان الأول. يأتي هذا في الوقت الذي رأي الدكتور طارق فهمي الخبير بمركز دراسات الشرق الأوسط أن الدولة العربية لا تسعي لإسقاط الرئيس عباس بل كل همه هو تغيير عدد من سياساته في ظل مساعي البعض لتحقيق سلام دافئ بين إسرائيل والفلسطينيين في وقت يبدي عباس مواقف تبد ومتشددة في عدد من الملفات. ونبه إلى وجود صعوبة في دعم حماس لمحاولات دحلان لإسقاط عباس فهي تفضل القيادة الحالية لأسباب عديدة منها غياب الثقة وعدم وجود توافق بين قائد الأمن الوقائي السابق والحركة بل إن حماس قد تعرقل هذه المساعي بشكل مباشر حتى تظل اللاعب الأهم في الساحة الفلسطينية وهو أمر لا يتوقع استمراره في ضوء سيطرة متوقعة لدحلان علي المشهد الفلسطيني.