تسعى جماعة الإخوان المسلمين، خلال الفترة الحالية، لتثبيت أقدامها بدول أوروبا، وعلى رأسها بريطانيا، عبر تنفيذ العديد من المشروعات الاقتصادية لها داخل تلك الدول، ستبدأها بإنشاء مدارس تعليمية من أجل تجميع أعضائها والتواصل مع بعضهم البعض، بحسب خبراء. وأثار سماح الدول الأوروبية للجماعة بقيامها بتنفيذ مشروعات متعددة تساؤلات الجميع، مما دفعهم للبحث عن حجم ثروة الإخوان الحالية والمستقبلية في هذه الدول. وذكرت صحيفة "كونفيدينسيال" الإسبانية أن جماعة الإخوان المسلمين تعتزم افتتاح أول مدرسة لها في بلنسية ثالث أكبر المدن الإسبانية، وأنها اشترت أرضًا للمشروع بمليوني يورو، بالإضافة إلى أن هناك عددًا من القيادات الإخوانية المصرية تمتلك شركات عديدة تتخذ من جزر العذراء البريطانية مقرًا لها، كما أن الجماعة تسيطر على سوق اللحوم الحلال في فرنسا. ويرى عدد من الخبراء، أن غالبية الدول الأوروبية والعربية لا تعترف بأن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، لذا يتم السماح لهم بممارسة جميع النشاطات بحرية، مشيرين إلى أن الجماعة بارعة في المجالات التجارية والاقتصادية والتعليمية. قال خالد الزعفراني، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة تعتبر بريطانيا وبعض الدول الأخرى مثل إيطاليا وإسبانيا، المقر الأساسي والاستراتيجي لها وليس قطر أو تركيا، مما يدفعهم إلى إنشاء العديد من المشروعات الاقتصادية علاوة على المدارس التي تسعى الآن لإقامتها في دول عديدة. وأوضح في تصريح خاص ل"المصريون" أن غالبية دول أوروبا وعلى رأسها بريطانياوإيطاليا وإسبانيا، لا تصنف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، بل تعتبرها تنظيمًا تعرّض للظلم والقهر من جانب النظام المصري الحالي، لذا تترك الساحة أمامه ليفعل ما يريد، مشيرًا إلى أن الجماعة تسيطر على شركات عديدة داخل أوروبا. من جهتها، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن جميع دول العالم باستثناء دولة أو دولتين لم تعلن جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وهذا الأمر يساعدها على إنشاء العديد من المشاريع بتلك الدولة وإقامة المدارس الإخوانية بها كوسيلة لتجميع عناصرها. وأوضحت بكر في تصريحها ل"المصريون" أن الجماعة خارج مصر والدول التي تعترف بأنها جماعة إرهابية لذا لا يتم تطبيق القوانين الدولية والاتفاقات الدولية الخاصة بالجماعات الإرهابية، مؤكدة أن الجماعة بارعة في الأعمال التجارية وإنشاء المدارس داخل الدول التي تتواجد بها. وفي نفس السياق، قال سامح عيد، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، إن قيام الجماعة بإنشاء بعض المدارس وبعض الأعمال التجارية بالخارج، تعد محاولة من التنظيم للابتعاد عن السياسة في هذه الفترة، مشيرًا إلى أنها تأثرت "بفتح الله جولن" في هذه المسألة وحاولت محاكاته خاصة في مسألة إنشاء المدارس؛ لأنه يطبق نفس الفكرة الآن. وأوضح عيد في تصريحه ل"المصريون" أن التنظيم أراد بذلك تحقيق عالمية التعليم والاندماج في المجتمعات الغربية، مضيفًا أن التنظيم سعى إلى تجميع المجموعات الإخوانية في كيان واحد، لذا ينشئ تلك المدارس الآن، مؤكدًا أن الدول الأوروبية لا تمنعها من القيام بتلك النشاطات. وتابع: "الإخوان كان لها مدارس عديدة في مصر، مؤكدًا أن ذلك جعلها متمرسة في عملية تجميع أعضائها عن طريق المدارس، مشيرًا إلى أن ذلك له بُعد مادي أيضًا فهم بذلك يساعدون بعضهم البعض.