خبراء: الدول التي تمت دعوتها تزود الإرهابيين بالسلاح.. الدول الحاضرة عليها علامات استفهام تغيب مصر غدًا عن اجتماعات وزراء خارجية بعض الدول والتي من المقرر عقدها في مدينة لوزان السويسرية؛ لمحاولة إيجاد حلول للأزمة السورية بحضور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجى لافروف وعدد من وزراء الخارجية بالمنطقة، من ضمنها السعودية وإيران وتركيا وقطر، إلا أنه لم تتم دعوة مصر رسميًا لحضور تلك الاجتماعات، وهو ما تم ربطه بتصويتها لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن. وكانت مصر صوتت لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، وهو ما دفع المندوب السعودي لدى الأممالمتحدة عبد الله المعلمي إلي وصف موقف مصر بالمؤلم قائلاً: "كان مؤلمًا أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي المصري.. ولكن أعتقد أن السؤال يوجه إلى مندوب مصر"، مشيرًا إلى أنه يرثي للدول التي صوتت لصالح روسيا. المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، أكد أن عدم دعوة مصر لتلك الاجتماعات كانت محل نقاش بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الأمريكي والذي أكد أن الاجتماعات يحضرها الدول التي لها تأثير مباشر على الأوضاع الميدانية في الأراضي السورية. ويشارك في الاجتماعات كل من روسيا وإيران ممثلين عن الدول المؤيدة لموقف الرئيس السوري بشار الأسد والسعودية وقطر بصفتهما المعارضين لاستمرار بشار وحكمه، بالإضافة إلى تركيا والتي تلعب دور الوسيط بين طرفي النزاع في الآونة الأخيرة، فضلاً عن الولاياتالمتحدةالأمريكية راعية الاجتماعات والمنسق العام له. المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيري أكد أن اللقاء يهدف لوقف الأعمال العدائية في كل سوريا وخاصة مدينة حلب، بالإضافة إلى السماح بدخول المساعدات الغذائية الإنسانية، موضحًا أن هذا اللقاء يمكن أن يقود لاستئناف المحادثات السياسية، مشيرًا إلى أنه عقب انتهاء الاجتماعات سيغادر إلى لندن لعرض نتائج الاجتماعات على وزراء الخارجية في الدول الأوروبية، وذلك وفقا لما نشرته صحفية نيويورك تايمز الأمريكية. من جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن موقف مصر تجاه الأزمة السورية لم يتغير منذ بدايتها، ويتمثل ذلك الموقف في عدم التدخل في الشأن السوري الداخلي واحترام إرادة الشعب ومحاربة الإرهاب والعناصر المتطرفة ورفض التدخل العسكري الذي تدعو معظم البلاد. وأكد "اللاوندي" في تصريحات خاصة ل"المصريون" أن مصر امتنعت عن حضور اجتماعات لوزان السويسرية غدًا لتأكيد رفضها التدخل العسكري في سوريا، خاصة أن الدول التي تمت دعوتها لحضور الاجتماعات تريد أن تتحول الأراضي السورية إلى ساحة للحرب. وشدد خبير العلاقات الدولية على أن مصر تتولى مهمة الدفاع عن الدول العربية وليس التدخل في شئونهم خاصة والمعروف عنها إيمانها بلغة الحوار السياسي مع جميع فئات وطوائف الشعب السوري للوصول لحل الأزمة حتى لا تتفاقم الأزمة بين سوريا والدول العربية. وتعد اجتماعات لوزان ليست الأولى التي يتم عقدها للخروج من الأزمة السورية فقد سبقها 6 لقاءات دولية، أبرزها مؤتمر جنيف وجلسات مجلس الأمن المتكررة والتي فشلت بسبب استخدام حق الفيتو من الجانب الروسي واللقاءات الجانبية التي عقد بين الولاياتالمتحدةوروسيا أو بين روسياوتركيا أو بين تركياوالولاياتالمتحدة أو بين السعودية وقطر وتركيا أو اللقاءات الرباعية بين روسيا وأمريكا وتركيا والسعودية في فيينا وغيرها وهو ما تسبب في فقدان الشعب السوري الأمل في حل الأزمة. ومن جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن عدم دعوة مصر لحضور الاجتماعات المذكورة دليل على سلامة الموقف الذي تتبناه منذ بداية الأزمة. وأشار "هريدي" إلى أن بعض الدول التي تمت دعوتها لحضور تلك الاجتماعات عليها علامات استفهام فيما يخص موقفها من الأزمة السورية ورغبتها الحقيقية في إيجاد حلول لها، بالإضافة إلى أن بعض منها يزود الجماعات الإرهابية بالسلاح، على حسب قوله.