يرى الكاتب والمحلل السياسي السعودي، حسن مشهور، أن الجميع أصبحوًا الآن أكثر وعيًا بأن الأزمة السورية في معالجاتها تتجه يوم بعد آخر للمزيد من التعقيد، وخاصة بعد التدخل العسكري الروسي في أحداثها منذ 30 سبتمبر من العام الماضي، الأمر الذي زاد من تعقيد المسألة ونقلها من مربع سئ إلى أسوأ. وأشار إلى أن الاتهام الأخير للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لباريس بتنفيذ ما تمليه عليها الولاياتالمتحدة، جاء ليزيد من حالة التوتر التي تعرقل المساعي الهادفة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي تزداد تداعياتها السلبية على المواطن السوري البسيط مؤخرا. وقال «مشهور» ل«بوابة صوت الأمة»: «لقد بذلت العديد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر، جهدا ليس باليسير من أجل إيجاد منفذ لهذه الأزمة التي طال أمدها، واللافت للنظر ذلك الإصرار العجيب لدى المملكة العربية السعودية لتسوية الملف السوري، بل يبدوا لي بأنها مستعدة أن تذهب بعيدا في سبيل تحقيق ذلك، وهو الأمر الذي عكسه التصريح الأخير الذي أدلى به المندوب السعودي الدائم لدى الأممالمتحدة، عبد الله المعلمي، حين قال أنه لا مشكلة لدينا في مقابلة إيران دبلوماسيا أو من أكبر منها». وأضاف: «لذا يأتي الاجتماع الدولي الذي سيعقد في لوزان بسويسرا كترجمة لمساعي العديد من دول العالم لأجل إيجاد مقاربة تفضي للتوصل لحل شامل ونهائي للأزمة السورية التي طال أمدها، ومن المؤكد أن العديد من الدول الفاعلة تدرك أن السبيل لتحقيق ذلك لن يكون طريقا سهلًا أو مفروشا بالورد، وخاصة في ظل الدعم المباشر واللا محدود الذي يحظى به نظام بشار الأسد من قبل الروس، ولكن لا بد من المحاولة والعمل لعل وعسى». وتابع السياسي السعودي، «أعتقد جادا بأن النتائج التي سيفضي إليها لوزان، لن تكون مباشرة ونهائية لإنهاء هذه الأزمة المتفاقمة، ولكن ستسهم في إذابة الجليد، وربما تقريب وجهات النظر - نوعا ما - بين العديد من الدول التي تملك بعض أوراق اللعبة، وتحديدا إيران والسعودية، بشكل يصب في صالح الشعب السوري». يذكر أن الخارجية الروسية، أعلنت منذ أيام عن لقاء مرتقب يجمع وزراء خارجية كل من روسيا، والولاياتالمتحدةالأمريكية، وتركيا، وإيران، إضافة إلى أنباء حول مشاركة السعودية وقطر، في محاولة لاحتواء الأزمة السورية، وما تتسبب به من تداعيات في المنطقة، ومن المقرر عقده غدا السبت بمدينة لوزان السويسرية.
