وضعت جامعة الأزهر مزيدًا من القيود والعراقيل لمنع قبول المزيد من الطلاب الجدد من ماليزيا ودول جنوب شرق أسيا الراغبين في الدراسة بكليات الجامعة ، في خطوة وصفت بأنها جاءت استجابة لضغوط السفارة الأمريكية بالقاهرة . اشترطت الجامعة لقبول أي طالب يحمل الجنسية الماليزية أن يكون حاصلاً على "sijil tinggi agama Malaysia"، وهو ما يعرف بسجل دارس بإحدى الجامعات الماليزية أو يحمل مؤهلاً دراسيًا منها. كما اشترطت إجادة اللغة العربية إجادة تامة لقبول أي طالب أو طالبة من دول جنوب شرق أسيا، وهو الشرط الذي كانت لا تضعه في الماضي. وأعلن الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الطلاب أن هناك تغييرات ستطرأ على المناهج التي تدرس لطلاب دول جنوب شرق أسيا، وأن الجامعة في انتظار الرد على مقترحاتها بهذا الخصوص من رابطة تلك الدول. ولم يوضح القوصي طبيعة التغييرات المرتقبة ، إلا أنه أشار إلى إعادة مراجعة كتب التراث القديمة وصياغتها بطريقة سهلة ، وهو ما أثار المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى حذف بعض الأجزاء التي قد يراها أصحاب الديانات الأخرى مضادة لهم. وأوضح أن جامعة الأزهر ناقشت مع الرئيس مبارك مسألة إعادة صياغة كتب التراث القديم بطريقة سهلة، لكنه لم يشر إلى ما أوصي به في هذا الشأن، وإن توقعت المصادر أن يكون قد وافق على هذا الاقتراح الذي من شأنه أن يثير الجدل بين علماء المؤسسة الدينة. وتضم جامعة الأزهر 1.5 مليون طالب حسب الإحصائيات الرسمية، ويدرس بها طلبة من معظم دول العالم. وكانت "المصريون" قد علمت من مصادر مطلعة أن جهات أمريكية تدرس اقتطاع جزء من المعونة الأمريكية لمصر لصالح الأزهر، على أن يتم تخصيصها لبناء المئات من المعاهد، وإيفاد بعثات دراسية من طلاب جامعته وخاصة الأقسام العلمية للدراسة بالجماعات الأمريكية، وإزالة العراقيل أمام دعاة الأزهر الذين يرغبون في السفر إلى الولاياتالمتحدة ورفع أسماء بعضهم من قوائم غير المرغوب في تواجدهم بواشنطن. وقالت مصادر في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية رفضت الكشف عن هويتها ل "المصريون" إن المقابل سيكون الاستجابة لقائمة من المطالب الأمريكية؛ منها إعداد واشنطن لقائمة بأساتذة وشيوخ الأزهر الذين سيناط بهم وضع مناهج تعليمية لطلاب الأزهر، وإنشاء مركز قومي للتعليم الأزهري على نفس نسق التعليم العام. وأكدت مصادر أخرى أن التطوير المطروح من قبل هيئة المعونة الأمريكية يحظى بمباركة وتأييد شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي، رافضة أن تكون لهذه المنحة الأمريكية أية علاقة بالسياسية الخاصة (بتجفيف منابع الإرهاب). وأشارت إلى أن مناهج تعليم الإنجليزية في مراحل التعليم الأساسية ستحتوي على موضوعات تخالف قيم وتقاليد الأزهر بهدف إحلال الثقافة الغربية محل ثقافة التعليم الأزهري؛ ومن بينها استحداث مناهج تدور حول حرية المرأة وحرية الاختلاط وغيرهما من المناهج التي تتنافى مع المناهج التعليمية التي تدرس بالأزهر. وحذرت المصادر من أن إقدام شيخ الأزهر على هذا الأمر سيعرضه للمسئولية القضائية، بسبب تعارض ذلك مع المادة رقم 85 من القانون رقم 103 لسنة 1961م الخاص بتنظيم الأزهر.