أكدت مصادر سياسية ل " المصريون " أن حزب التجمع اليساري المعارض مقبل على أزمة كبيرة بسبب المذكرة التي تقدم بها أبو العز الحريري عضو مجلس الشعب السابق ونائب رئيس الحزب ، والتي طالب فيها جميع قيادات الحزب بالتنحي عن قيادة الحزب في ضوء الخسائر الفادحة التي أصابت الحزب في الانتخابات التشريعية المنتهية والتي لم يحصد فيها الحزب إلا مقعدين فقط. وشددت المصادر على أن الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب رفض بشكل قاطع ما جاء في مذكرة الحريري بينما يرى حسين عبد الرزاق الأمين العام للحزب التروي قبل إصدار أي قرارات تضر بالمصالح العليا للحزب وهو ما قد يتسبب في حدوث أزمة داخل التجمع. وأرجعت المصادر إصرار الحريري على تنحي قيادات حزب التجمع وعلى رأسهم الدكتور رفعت السعيد إلى رغبته في الانتقام من السعيد الذي رفض ترشيحه في الانتخابات الرئاسة السابقة. ومن جانبه ، أكد أبو العز الحريري أن حزب التجمع في حالة سيئة جدا وأن قياداته الحالية غير قادرة على إنقاذه من عثرته ، مشيرا إلى أن الحزب لم يقم بالجهود المطلوبة منه في مساندة ودعم مرشحيه في المحافظات ولم ينفق الأموال اللازمة لتحقيق مرشحيه نتائج مرضية ، مشددا على أنه من الضروري تجديد دماء الحزب بعيدا عن الشخصيات والقيادات الحالية وذلك لإحياء الحزب وإنقاذه من عثرته الحالية. ومن جهته ، اعتبر حسين عبد الرازق أنه ليس من المعقول إحداث أي تغييرات جوهرية في هياكل الحزب بشكل مفاجئ مشيرا إلى أهمية دراسة وتقييم الحزب أولا في المرحلة الحالية وفي ضوء ذلك يمكن اتخاذ القرارات اللازمة والتي تخدم مصالح الحزب أولا بعيدا عن أي انفعالات. وكانت هيئة المكتب السياسي للحزب قد قررت قبل يومين ، وعقب ثلاثة جلسات متواصلة لتقييم نتائج الحزب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، تشكيل لجنة برئاسة عبد الغفار شكر عضو المكتب السياسي لدراسة جميع المقترحات حول تطوير الحزب ، بما فيها اقتراح أبو العز الحريري بإجراء بانتخابات مبكرة وتغيير القيادات وتجديد دماء الحزب ، وكذلك اقتراحات الدكتور إبراهيم العيسوي التي طالب فيها بتعديلات في عمل اللجان النوعية وزيادة دور الشباب عما هو قائم حاليا ، بعدما كشفت عنه جماعة الإخوان من استغلال الشباب لتحقيق أفضل النتائج في الانتخابات . ومن المقرر أن تقوم اللجنة بعرض تقريرها على المكتب السياسي للحزب قبل 18 يناير ، ثم تتم مناقشته داخل الأمانة العامة ، وبعد ذلك تعرض كل النتائج والتقارير أمام اللجنة المركزية أخر فبراير ، وهي التي ستحدد ما إن كانت هناك انتخابات أو تعديلات في هيكل الحزب أو أي إجراء آخر سيتم التصويت عليه .