انتقد موقع "والا" الإخباري العبري, عدم مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك الأردني عبد الله الثاني في جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، لافتة إلى أن غيابهما يرجع إلى خشيتهما من شيء ما. وأضاف الموقع في تعليق له, أن ملك الأردن تجاهل المشاركة في الجنازة, رغم أنه التقى بيريز عدة مرات, ويعرفه جيدًا, بالإضافة إلى أن الأردن وقع قبل أيام اتفاقًا مع إسرائيل للحصول على الغاز من تل أبيب. وتابع "الرئيس المصري وملك الأردن التزما الصمت المطبق, ولم يعلنا عن زيارة إسرائيل لتقديم واجب العزاء في وفاة بيريز, خشية من الرأي العام في بلديهما, وتجاهلا حقيقة توقيع اتفاقيتي سلام مع إسرائيل". وشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية المصري سامح شكري في جنازة بيريز, التي أقيمت الجمعة الموافق 30 سبتمبر. وتوفي بيريز الأربعاء الموافق 28 سبتمبر عن عمر ناهز 93 عاما, بعد إصابته بسكتة دماغية. وشارك في جنازة بيريز أيضا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون, كما حضر الجنازة الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، ورئيسي الوزراء البريطاني السابقين ديفيد كاميرون وتوني بلير، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، ورئيس الوزراء الكندي جستن ترودو. وبينما حضر عباس جنازة بيريز، رفض النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي المشاركة في الجنازة, ونقلت "الجزيرة" عن أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة التي تمثل 13 نائبا عربيا بالكنيست الإسرائيلي, قوله إنه يرفض المشاركة في جنازة من تسبب في مآسي لشعبه ووطنه عام 1948 , كما قالت النائبة عايدة توما، العضو بالقائمة المشتركة في الكنيست: "أنا استغرب أن يتوقع منا أحد المشاركة في جنازة بيريز, رغم أنه راعي الاستيطان اليهودي في الأراضي المحتلة، وصاحب فكرة مفاعل ديمونا والتسلح النووي، ومن ارتكب مجزرة قانا عام 1996 في جنوبلبنان". وكانت حركة حماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طلبتا الخميس الموافق 29 سبتمبر, من عباس عدم المشاركة في جنازة بيريز، فيما دانت حماس تعزية عباس في وفاة بيريز، وعدتها "استخفافا بدماء الشهداء ومعاناة شعبنا الفلسطيني". وعبر المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري عن ارتياح الشعب الفلسطيني لوفاة بيريز, الذي قال إنه "ارتكب مجزرة قانا وغيرها من المجازر والجرائم بحق الشعب الفلسطيني". وكان عباس صافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جنازة بيريز في القدس, وانتشر مقطع فيديو على موقع يوتيوب، يقول فيه عباس وهو يصافح نتنياهو باللغة الإنجليزية :"تسرني رؤيتك. مضى وقت طويل"، بينما شكره نتنياهو وزوجته سارة على حضوره. وكان عباس، بعث ببرقية تعزية لعائلة بيريز الأربعاء 28 سبتمبر، أعرب فيها عن حزنه وأسفه لوفاة الرئيس الإسرائيلي السابق. ونقلت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية عن عباس وصفه بيريز بأنه كان شريكا في "صنع سلام الشجعان مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين"، مشيدا بالجهود الحثيثة التي بذلها بيريز من أجل إحلال سلام دائم، منذ اتفاق أوسلو وحتى آخر لحظة في حياته", حسب تعبيره. وكان بيريز شغل مناصب رفيعة بينها رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع قبل توليه الرئاسة، كما تزعم حزب العمل، ويعتبر من المؤسسين لإسرائيل على أرض فلسطين. ويعتبر بيريز من مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، ومطلق الاستيطان في الضفة الغربية، والمسئول عن مقتل ستة من فلسطينيي الخط الأخضر في يوم الأرض عام 1976، ومذبحة قانا جنوبيلبنان عام 1996. ورغم ذلك، فإن الغرب يُصنفه ضمن دعاة السلام، فقد حاز على جائزة نوبل للسلام عام 1994 مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين.