ملفات خطيرة أسقطها المزايدون والمتطرفون تحت قبة البرلمان، وعلى مائدة التوك شو، وسط محاولات لتمييع القضايا وتجاهل قضايا مصيرية، وإثارة نزاعات وخلافات مشبوهة بحثا عن شو إعلامى أو إشادة من قنوات الفلول، حتى وصل الأمر إلى شعور بالصدمة من برلمان الثورة، وعدد من نوابه الذين شغلهم أنهم لم يتحدثوا أمام كاميرات التلفاز، وصار جل همهم هو سب فلان، وشتيمة علان، والمزايدة بقضايا الشهداء، وتحوير القسم ورفع الأذان، وفى الجراب الكثير يا حاوى. تناسوا ملف عبارة الموت، وكارثة الدويقة، وأزمة حوض النيل، ومذابح الأسد.. لم يقترب أحد منهم من ملف مرتبات الكبار والحيتان، وقنوات الفلول التى يخشى الكثيرون فتح ملفاتها، وفضيحة لوحة الخشخاش التى ينعم وزيرها السابق فاروق حسنى بالحرية دون أدنى مسئولية، والأخطر من ذلك ملفات ضحايا التعذيب فى جهاز أمن الدولة، وقتلة سيد بلال ومسعد قطب ومحمد الروبى، وهم طلقاء. حينما طرحنا فى "المصريون" مبادرة تبرع النواب براتب شهر لصالح أسر شهداء ومصابى الثورة، تعلل البعض باللائحة وأنها لا تجيز ذلك، وتنصل المزايدون من تبنى المبادرة، بينما يتاجرون ليل نهار بدماء الشهداء، وحينما فتحنا ملف تبرعات مجزرة بورسعيد، تصدر القائمة البرتغالى جوزيه، وغاب الفنانون ورجال الأعمال ومقدمو التوك شو، الذين يزايدون يوما بعد الآخر، ويصرخون على الهواء.. أين حقوق الشهداء، أين الحد الأدنى للأجور، وهم يتقاضون 10 آلاف يوميا عن الحلقة الواحدة، ورواتب تتجاوز الملايين، فأنى لهم بدموع الفقير والمحروم؟ مواطنون بالآلاف فى جمعيات الإرشاد الزراعى يتقاضون – وأقسم بالله- 40 جنيها راتبا شهريا، وترفض وزارة الزراعة تثبيتهم أو رفع مرتباتهم، ولدينا نواب يزايدون علينا بسب حسان تارة، ورفع الأذان تارة وكأننا فى مجتمع الكفر، وبالحفاظ على مبادئ الثورة تارة، وكأنهم أنهوا جميع الملفات وحسموا قضايا الوطن. أطفال ينامون فى العراء، ويقشعر بدنك حينما تتخيل أن ابنك قد يكون مكانه، وتسول بشكل فج صار معلما من معالم الوطن وكأن مصر كلها تتسول، وأموال منهوبة لم نسترد منها قرشا واحدا، ونشغل أنفسنا بمعركة الخرطوش، وموقعة الحمار، وزواج حمزة وبسمة، و"هولز" الكتاتنى، حتى وُصف الأمر ب"برلمان المعارك.. الأذان والخرطوش والحب والحمار"، ويا لها من معارك!!! ثلة من المزايدين والمتطرفين فازوا بعضوية برلمان الثورة، وكانوا أول من خانها.. ضيعوا حقوقنا، وأهدروا فرحتنا ببرلمان يبحث عن الحق، ويداوى المكلوم، ويعاقب الجلاد، فإذا بهم يبحثون عن الشو والمنظرة، ويزايدون على بعضهم، ويتطرفون أحيانا، دون استجواب يفضح قضية فساد، أو تنقيب فى ملف الأموال المنهوبة، والأراضى والقروض التى ذهبت دون ثمن، أو تجفيف لدمعة فقير أو مظلوم، أو رد لحقوق من ألهبت سياط الجلاد ظهورهم.