كشف تقرير لوزارة البيئة عن وجود تلال من "الروبابكية" على أسطح المنازل. وأوضح التقرير، أنه على السطوح تتراكم كنبات محطمة وفراشات مهترئة تتخذها القوارض والزواحف ملاجئ آمنة للعيش والتكاثر، كذلك قطع من أخشاب متآكلة و"سحارات" خشبية أو بلاستيكية أو من البولستر تعشعش فيها طيورٌ غريبة مختلفة، وأجزاء محطمة من بقايا مرافق صحية وزجاج مهشم, أو أشباح لهياكل أبواب ونوافذ من قبل التاريخ الحديث بالإضافة إلى الكاوتشوك الممسوح وطمبونات السيارات وقطع غيار وخردة، ولا ننسى الزينكو والطوب والحجارة والسجاد المتعفن وجوالات الخيش خط أحمر وما تراكم عليها بفعل الرياح العاتية والعواصف الرملية وعوامل الصيف والشتاء. وكشف التقرير أيضًا عن أن تلال "الروبابكية" الموجودة على الأسطح يصل سعرها إلى ثلاثة مليارات من الجنيهات. وأضاف، أنه إذا كنا نعرف من الهوايات التى يعشقها ويمارسها المرء جمع الطوابع أو النقود القديمة أو التحف والنحاسيات أو الكتب كخير جليس فإن هواية جمع الجالونات الفارغة مع تنك الزيت والزيتون وقد أدركها الصدأ وما شابه من عبوات لا قيمة لها بعد التهام محتوياتها والمسارعة للاحتفاظ بها على أقرب سطح متوفر باعتبارها مدخرات ومقتنيات فهذا ضرب من الهوايات غريب عجيب والحال لا يختلف نهائيًا إذا ما شاهدنا ما يتراكم على سطوح الدكاكين والمطاعم والمخابز، حتى إذا ما أتيح لإنسان عاقل أن يصعد على واحد من هذه السطوح لاستغاث طالبًا النزول خشية الغثيان مما يرى ويشتم. ويرى الدكتور أسامة أحمد البحيرى، أستاذ علوم البيئة المساعد بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن تقليل المساحات الخضراء داخل المدن المصرية الكبيرة يؤدى إلى ارتفاع معدلات التلوث بصورة خطيرة مما يؤدى بدوره إلى حدوث تأثيرات غير مرغوبة سواء على المدى القريب أو البعيد وعلى كل المستويات سواء الصحى أو البيئى أو الاقتصادى أو الاجتماعى أو التربوى. وأشار إلى أن تكدس المنازل بجوار بعضها البعض بدون فواصل تقريبًا فى العديد من المناطق علاوة على ضيق عرض الشوارع، ضار بالبيئة جدًا. وأوضح أنه بصورة عامة يمكن رصد ظاهرة تخزين المهملات وأشيائنا القديمة فوق أسطح المنازل فى معظم المناطق السكنية فى مصر سواء الشعبية أو المتوسطة أو الراقية، وتلك الظاهرة فى حد ذاتها, بغض النظر عن تركيزنا على المشاكل البيئية والصحية لغياب المسطح النباتى الكافى أو نقص الغذاء الصحى وتوفيره بصورة مناسبة ,فإن تلك الظاهرة ذات أبعاد خطيرة خاصة فى ظل عملها كحضانة لتوليد الحشرات والقوارض والزواحف (العوائل الأساسية للعديد من الأمراض علاوة على أثرها المباشر على صحة الإنسان)، هذا بالإضافة إلى الحوادث المؤسفة خاصة خلال الصيف من حرائق نتيجة تكدس المخلفات ذات القابلية الكبيرة للاشتعال. ويرى الدكتور أحمد عبد الوهاب، أستاذ علوم البيئة بجامعة بنها، أن عدم وجود وعى لدى المواطنين مع عدم وجود دراسة مسبقة للاستفادة من أسطح المنازل التى يمكن أن تدر دخلاً للبلد نتيجة لما تحمله هذه "الروبابكية" من معادن ونحاس وأشياء أخرى يمكن الاستفادة منها لو وجدت دراسة فاعلة لتحويل أسطح المنازل إلى بيئة خضراء . ويضيف أن أسطح منازل مصر كنز لا يستهان بها ويجب الاستفادة من هذا الكنز الذى أهمله النظام السابق. وقال الدكتور مصطفى حسين، وزير البيئة، إن هناك ملايين الأطنان من "الروبابكية" على أسطح المنازل ومليئة بأشياء ثمينة يمكن أن يتم إعادة تصنيعها والاستفادة منها مرة ثانية مع إعادة النظر فى كيفية الاستفادة من أسطح منازل القاهرة أفضل من ذلك لأنه من غير المعقول أن تتحول أسطح منازل القاهرة إلى مقالب ل"الروبابكية"، بدلاً من الزينة والخضرة التى تحول ثانى أكسيد الكربون إلى أكسيجين بعد أن زادة نسبة التلوث جراء المصانع والمنشآت المخالفة لقانون البيئة.