أثارت فتوى دار الإفتاء المصرية، بجواز التسمية ب"عبد الرسول وعبد النبي"، جدلاً فقهيًا بين الأزهريين، وفيما أيد البعض الفتوى، اعتبر آخرون أنه من غير الجائز شرعًا التسمية بمثل هذه الأسماء, مستندين في ذلك إلى أن العبودية والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل. وأجازت دار الإفتاء التسمية ب"عبد الرسول وعبد النبي"، لما دل عليه الكتاب والسنة، وجرى عليه العمل سلفًا وخلفًا، مشيرة إلى ضرورة الانتباه إلى أن هناك فارقًا في الوضع والاستعمال بين العبادة التي لا يجوز صرفها إلا لله تعالى، وبين العبودية التي لها في اللغة معان متعددة. وقال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن "التسمية بعبد النبي وعبد الرسول غير جائزة"، مضيفًا: "كلنا عبيد لله والرسول لم يكن له عبيد، وكان يقول "سبحان ربي هل كنت إلا بشرًا رسولاً". وأوضح عاشور ل"المصريون"، أن "كثيرًا من الصحابة دخلوا الإسلام وكانت أسماؤهم عبد الكعبة وعبد اللات"، مشيرًا إلى أن "الرسول قام بتغيير أسماء هؤلاء الصحابة بعبد الله وعبد الرحمن". وأضاف، أن "السعودية تقوم بتغيير أسماء الأشخاص التي تسافر إليها، ويكون أسماءهم عبد الرسول أو عبد النبي، إلى عبد رب الرسول وعبد رب النبي". وقال الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف جامعة الأزهر، إنه "لا يجوز شرعًا تسمية الأبناء بعبد الرسول أو عبد النبي أو ما شابها من الأسماء التي تحمل في طياتها شركًا بالله عز وجل"، مؤكدًا أن العبودية كلها لله تعالى وحده . ودلل منصور بما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم غير أسماء الكثيرين ممن دخلوا حديثا في الإسلام حيث حول أسماءهم من عبد العزة وعبدالكعبة إلى عبد الله وعبد الرحمن وما إلى ذلك من أسماء التي تنفي الشرك بالله سبحانه وتعالى. كما استدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الأسماء ما عبد وحمد"، مؤكدًا ضرورة تخير المسلمين للأسماء التي تتناسب مع شريعة الإسلام ومنهاجه القويم. وقال الدكتور أحمد خليفة شرقاوي، مدرس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بطنطا، إن "التسمية بعبد النبي أو عبد الرسول أو ما شابه ذلك من هذه الأسماء جائزة مع الكراهة". وأضاف: "هناك فضل وهناك أفضل وهناك خير وهناك أخير، ، مشيرًا إلى أن الرسول قال إن "خير الأسماء ما حمد وما عبد"، لافتًا إلى أن عدم التسمية بغير الأسماء التي حث عليها النبي لن تؤدي إلى محرم، كما أن الأمور العقائدية أصبحت مستقره لدي الناس. وتابع: "هناك أسماء يكره التسمية بها وهي الأسماء التي يمكن أن يعير بها الإنسان بعد ذلك"، موضحًا أن هناك بعض الناس التي تقوم بتغيير أسمائها من عبد النبي وعبد الرسول، إلى عبد رب النبي، وعبد رب الرسول، للخروج من الحرج.