تواصلت حالة الجدل حول الاتجاه لاختيار الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية "مرشحًا توافقيًا" للرئاسة، وفي الوقت الذي لم يعلن فيه الأخير بعد موقفه من عملية الترشح، قالت مصادر في حملة دعم ترشحه إن هناك محاولات لإقناع بالأمر لكن زوجته ترفض بدعوى "كبر سنه"، بينما استمرت حالة الرفض من جانب المرشحين المحتملين للرئاسة. وقال وائل عويس، أحد المسئولين عن حملة ترشح العربى، إن الحملة كثفت اتصالاتها خلال الأيام الماضية فى المحافظات المختلفة، وبعدة جهات لإقناعه بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف ل "المصريون" أن الحملة أجرت اتصالا بزوجه العربى الذى كان خارج البلاد الأيام الماضية، التى وافقت فى البداية، لكنها عادت وأكدت رفضها ترشحه لكبر سنه، ولأنه "عاش حياته خارج البلاد ولا يعلم شيئا عن السياسة الداخلية"، على حد ما نقل عنها. وأوضح أن الحملة عقدت اجتماعًا أمس الأول لمحاولة التوصل إلى حل لإقناع العربى بالترشح، وكان الحل الأخير هو تنظيم مظاهرة أمام جامعة الدولة العربية فى أول موعد لانعقاد اجتماعاتها. إلى ذلك، نفى الدكتور معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ميتشجن الأمريكية ما تردد حول تدخله لإقناع العربى للموافقة على الترشح للرئاسة، وقال عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر": "أنا عمري ما تكلمت مع السيد نبيل العربي في هذا الموضوع، ومع ذلك أنا أعتقد أنه من مصلحة مصر يقينا أن يكون هناك أكبر عدد ممكن من المرشحين الرئاسيين"، واعتبر أن فرض القوى السياسية لمرشح معين على الشعب بمنطق "آمين" عبث. فيما تواصلت ردود فعل مرشحي الرئاسة المنددين بفكرة "الرئيس التوافقي"، باعتبارها محاولة لفرض رئيسًا بعينه على المصريين. وقال الدكتور أحمد شفيق المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، إن رئيس مصر المقبل لن يختاره مجموعة من المجتمعين فى غرفة مغلقة، مؤكدا على وجوب أن يختار الشعب رئيسه بنفسه فى انتخابات تنافسية حرة وشفافة وتخضع لكل الضمانات الدستورية. وأضاف فى بيان أصدره أمس أنه تابع باستخفاف التسريبات المتداولة حول سعى قوى سياسية للتوافق على اسم مرشح لانتخابات الرئاسة، واعتبرها محاولة من بعض الأطراف غير السياسية لتسويق أسماء، وضرب منطق الانتخابات وأساس الديمقراطية، ووصف تلك التصريحات بأنها تمثل عملا مخجلا وعار لايقوى أحد أن ينسبه لنفسه . ووصف شفيق مصطلح الرئيس التوافقى بأنه "مهانة"، ويجعل من الانتخابات الرئاسية عملا أقرب إلى الاستفتاء غير التنافسى، مايهدر نضال المصريين من أجل ترسيخ الديمقراطية ويحول الانتخابات إلى تمثيلية متفق عليها، محددة الأدوار، وتقدم رئيسا أسيرا لمن اختاروه وقرروه . واستبعد فى بيانه صحة تلك التسريبات المتداولة من الأصل، واصفا إياها بانها "عبث" يقصد من سربوه أن يمارسوا ضغوطا على المرشحين الأبرز فى السباق الرئاسى، رافضا هذا المنطق حتى ولو كان هو ذلك المرشح التوافقى، داعيا كل المرشحين إلى التنافس الحر وانتظار قرار الناخبين عبر صناديق التصويت. من جهته، حذر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح المحتمل للرئاسة المجلس العسكرى من أن يفرض وصايته على الشعب المصرى فى انتخابات الرئاسة. واعتبر خلال مؤتمر جماهيرى عقده بدمياط إن ما نشر عن تحالف بين المجلس العسكرى وبين قوى سياسية كبيرة على اختيار شخصية توافقية للرئاسة، إهانة للشعب المصرى، مطالبا الشعب بأن يقول كلمته، كما قالها فى انتخابات الشعب والشورى. بينما أبدى الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، استغرابه حيال فكرة "الرئيس التوافقى" المطروحة حاليا على الساحة السياسية، مؤكدا اعتزامه الاستمرار فى حملته الانتخابية إلى النهاية (30 يونيو) حتى فى حال اختيار هذا الرئيس التوافقى، على حد قوله. واعتبر خلال لقاء موسع بالجالية المصرية ببلجيكا واستمر حتى ساعة متأخرة ليل الجمعة أن الانتخابات المرتقبة ستكون فى غاية الصعوبة وأن الرئيس القادم لمصر يتعين عليه اتخاذ قرارات حاسمة نتيجة المشاكل الكثيرة التى تراكمت خلال سنوات حكم النظام السابق.