تباينت الآراء حول الأسماء المطروحة لتولى حقيبة وزارة التموين خلفًا للدكتور خالد حنفي المستقيل، ورجح الغالبية العظمى تولي وزير ذي خلفية عسكرية نظرًا لارتباط معظم الأسماء بقضايا الفساد، وتخوف البعض الآخر من تولي الوزارة نظرًا لوجود العديد من الأزمات التي تتعلق بدعم المواطن المصري. وبرزت مجموعة من الأسماء المرشحة خلفًا للوزير المستقيل، وهم اللواء محمود نصر مساعد وزير الدفاع للشؤون المالية، اللواء حسنى زكي، مساعد مدير مباحث التموين، والدكتور محمد أبو شادي، وزير التموين السابق، أو شخصية عسكرية من هيئة الإمداد والتموين بالقوات المسلحة. وينضم أيضًا لقائمة المرشحين، المحاسب ممدوح عبدالفتاح، رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية، ونائب رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية السابق، وأحلام رشدي، رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية. بدورها، طالبت النائبة هانم أبو الوفا، عضو لجنة تقصى الحقائق في الفساد بصوامع القمح، بأن يتم تشكيل لجنة عليا من خبراء التموين أولاً قبل اختيار وزير التموين، تقوم هذه اللجنة بعمل كشف عن الفساد الموجود داخل الوزارة، ويتم تطهيرها قبل تولى الوزير الجديد. وأوضحت في تصريحها ل"المصريون" أن أحلام رشدي رئيس جهاز تنمية التجارة الداخلية، يجب استبعادها من تولى ذلك المنصب، معللة ذلك بوجودها داخل الوزارة منذ فترة كبيرة، ولم تقم بالكشف عن الفساد داخل الوزارة، رغم انتشار قضايا فساد عديدة. وأضافت عضو لجنة تقصى الحقائق، أنها لم تنوه على قضية فساد واحدة، كما أن سنها تخطى الستين ورغم ذلك قام الوزير السابق بمد فترة الخدمة لها. وتابعت: "الأفضل لتولى وزارة التموين شخص ذو خلفية عسكرية؛ نظرًا لأن الأشخاص العسكريين لديهم القدرة على تطهير الفساد ومحاربته، كما أن الجيش يعد المؤسسة الأكثر انضباطًا في أداء المهام، متمنية إصلاح الوزارة على يده". وشددت النائبة على ضرورة إصلاح الوزارة أولًا وإعادة هيكلتها، لأن وزارة التموين تعد من الوزارات المهمة لأنها مرتبطة بالفقراء. من جانبه، قال أحمد بدوي، عضو مجلس النواب، إن الدكتور أحمد مدحت علي، رئيس مجلس إدارة شركة قها للأغذية المحفوظة والعضو المنتدب للشركة، هو الشخص الأنسب لتولى الوزارة، نظرًا لقيامه بإصلاحات واسعة بالشركة أدت لزيادة معدل الإنتاج، بعد أن كان معدل إنتاجها أقل بكثير قبل توليه. وأوضح بدوى في تصريحه ل"المصريون" أن الذي سيتولى الوزارة غالبًا سيكون لواء بالجيش، مضيفًا أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل يقابل بعض المرشحين، ويتشاور معهم، حتى يتم الاختيار من بينهم". وتابع:"نحن في فترة صعبة مليئة بالأزمات مثل غلاء الأسعار وفساد القمح وغيرها، والوزير المقبل سيكون على عاتقه حمل كبير، لذا لابد أن يتمتع بالجراءة اللازمة في اتخاذ القرارات ولا يخشى إلا الله، متمنيًا أن يهتم الوزير الذي يأتي بالمواطنين البسطاء". من جهتها، قالت الدكتورة يمن الحماقي، رئيس قسم الاقتصاد بتجارة عين شمس، إن وزير التموين القادم يجب أن يكون لديه قدرة على الإدارة، وأن يكون مُلمًّا بجميع المشاكل التي تواجه الوزارة في هذه الفترة الراهنة. وأوضحت الحماقى أن الوزير القادم يجب أن يكون لديه القدرة على حل مشكلة منظومة القمح، والتي يوجد بها فساد رهيب، كما أن بطاقات التموين هي الأخرى لا تذهب لمستحقيها، فكل هذا يجب أخذه في الاعتبار عند اختيار الوزير. وأضافت أن وزير التموين لابد أن يكون على دراية كاملة بكل ما يجرى داخل الوزارة، وعليه أن يقيل جميع الأفراد المعروف عنهم التربح بشكل غير شرعي داخل الوزارة. وتابعت: "الوزير أمامه تحديات كثيرة وعديدة، وكل هذا يؤثر على العمل، لذا عليه الانتباه لكل هذا حتى لا يكون مثل سابقه".