فقد النظام الحالي، الأمل في المصالحة مع "الإخوان المسلمين" وبدأ رحلة البحث عن بديل، بعدما فشلت كل رسل الوساطة، التي جرت عبر محاولات من خلف الستار، أو دعوات غير مباشرة يطرحها الرئيس عبدالفتاح السيسي من حين لآخر، أو من رفقاء درب الجماعة. مبدأ الإخوان في التصالح معروف وهو "لا مصالحة"، دون قصاص ومحاكمات وعليها رفضت عشرات المبادرات وآخرها دعوة الداعية الشيخ محمد حسان لدفع "الدية"، عن كل من سالت دماؤه في فض اعتصام "رابعة". ويسعى النظام لإيجاد بديل عن "الإخوان"، لاسيما بعدما تأكد له صعوبة التوصل إلى المصالحة معها، وأن هناك ضرورة ملحة لإيجاد حزب من تيار الإسلام السياسي يملئ الفراغ الناشئ عناه، وبغية توصيل رسالة إيجابية إلى الخارج، آملاً أن يؤدي ذلك إلى تحسين الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. وربط خبراء الأمر بالمبادرة التي طرحها عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، والتي يطالب فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي بالاستقالة وإسقاط الحرج عن أنصاره، والتجهيز لانتخابات مبكرة، وهي الدعوة التي أثارت جدلاً واسعًا في أوساط الإسلاميين. وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن "النظام في مصر لا يبحث عن بديل إسلامي بالمعنى الحقيقي ولكن يحتاج إلى شيء على الهامش، لكي يصدر للخارج أنه يتعامل مع الجميع بديمقراطية"، مشيرًا إلى أن "حزب النور والجمعيات الشرعية والأزهر حليف كبير بالنسبة له". وأضاف حبيب ل "المصريون": "جماعة الإخوان في تيه شديد ولا يوجد لها مركز للقيادة، كما أن هناك تشكيكًا داخل الجماعة وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكل فيصل يزايد علي الآخر، والأصوات التي بداخلها تواجه انتقادات شديدة، متابعًا: "لم لا أحد يسمع لهم ولا إلى حلفائها". وأوضح حبيب "أننا بهذا الشكل أمام جماعة ممزقة فقدت الثقة، والإطاحة بها أقرب للواقع، والنظام لا يتعامل معها علي محمل الجد، كما أن هناك أفرادًا يقومون بإرسال تقارير للنظام عما تفعله الجماعة في الخارج، لذلك هؤلاء لايمثلون للنظام وسيطًا سياسيًا". من جانبه، قال الدكتور خالد الزعفراني، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، إن "النظام في مصر لا يثق في أي بديل سياسي إسلامي وخاصة الموقف الذي اتخذه من حزب النور في الانتخابات السابقة". وأضاف الزعفراني ل"المصريون"، أن "هناك منشقين عن جماعة الإخوان يحاولون شق صف الجماعة، ويضخمون من ذاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أصبح ملاحظًا، بعيدًا عن ذكر أسماء، لتقديم أنفسهم كأقطاب يمكنها أن تفاوض النظام". وأشار إلى أن "هناك صفقات تمت بين النظام والجماعة كان من بينها وقف المظاهرات، مقابل الإفراج عن أشخاص والسماح لهم بالسفر خارج البلاد وهؤلاء بالفعل تم الإفراج عنهم وحاليا متواجدون في تركيا". وأوضح أن "هناك بالفعل انقسامات داخل الجماعة ومزايدات لكن النظام ينتظر من الجماعة أن تستقطب رموزها وتقدم بدورها حلولاً"، مشيرًا إلى أن "النظام لم يقدم مبادرات وسينتظر الجماعة لتتقدم هي بتلك المبادرات".