انتشر فقه الاستعباط وتعددت مدارسه في السنوات الأخيرة، وخاصة في المناطق الحارة وعلى الساحل الجنوبي للبحر المتوسط، والحقيقة انا معرفش ايه صلته بالمناخ، لكن هو ده اللى حصل . وقد كنا ندرس في علم أصول الفقه أن الفقه هو (استنباط الأحكام الشرعية العملية من أدلتها التفصيلية في الكتاب والسنة)، أما فقه الاستعباط فهو يقوم على قاعدة مختلفة تماما وهى ( نقل أدلة الكتاب والسنة من مواضعها وإعادة تفنيطها، وذلك على حسب الريح ماتودى الريح ماتودى) . والريح عند فقهاء هذا المذهب تهب من جهة القصر الجمهوري أو القصر الملكي والقصور الأخرى الدائرة في فلكهما. ففى الستينات عندما كانت الريح تسير في اتجاه العداء مع إسرائيل، وكان موقف الحكومات العربية المعلن مع الكيان الصهيوني يقوم على اللاءات الثلاثة، خرجت فتوى أزهرية تقول إن من يدعو إلى الصلح مع اليهود فهو كافر مرتد، ثم أفتى الأزهر نفسه بجواز معاهدة السلام التي عقدها السادات أواخر السبعينات مع الكيان الصهيوني، مستبدلاً باللاءات الثلاثة الأيوات الثلاثة، فاكتشف الفقهاء إياهم قول الله تعالى ( وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله) لتكون شعار المرحلة. صحيح أن اليهود لم يجنحوا ولكن السادات هو الذي ركب جناحين وطار بهما إلى تل أبيب، ولكن عادى مش مهم مين اللى جنح ، وياسيدى "خيرهما من بدأ بالسلام " . وعندما تبنت الدولة الفكر الاشتراكي وقامت بنزع ملكية الأراضي والقصور وتوزيعها على المزارعين، حتي مجوهرات انجي بنت الباشا تم مصادرتها عن طريق الضابط علي ابن الجنايني، حدثنا فقهاء الاستعباط بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الأشعريين " إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوه بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُم ". فلما قلب النظام على اقتصاد السوق والانفتاح وتحول إلى الفكر الرأسمالي، اكتشف الفقهاء إياهم أن الإسلام دين الحرية واحترام الملكية الخاصة، والأشعريون كانوا حالة استثنائية وعملهم من قبيل التطوع والتعاون على البر والتقوى وليس فرضاً لازماً. وعندما انتهجت الحكومة سياسة التقشف في الآونة الأخيرة برفع الدعم عن كاهل المواطنين الغلابة من قبيل الحنو والرفق بهذا الشعب، وزيادة الضرائب ورفع أسعار الكهرباء والسلع الأساسية ... إلخ، انبرى فقهاء الاستعباط يبينون للأمة ما خفي عنها من حكم الشرع في التقشف، فخرج بعضهم على الفضائيات يقول إن التقشف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، مستدلا بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها عندما قالت "كان يهل علينا الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين ولا يوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار فسألها عروة ابن الزبير راوى الحديث: وما كان طعامكم ، قالت : الأسودان الماء والتمر . وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الرئيس والقائد للدولة، ووفقا لقواعد الاستنباط الفقهي فإن التقشف لابد أن يطبق على الحكام والمسؤولين أولا، أما بموجب قواعد الاستعباط الفقهي فالحديث مخاطب به عوام الشعب. وأما بالنسبة للحكام والمسؤلين فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على العبد" ومن بينها طائرات الفالكون الفارهة الجميلة "فالله جميل يحب الجمال". ويا أخي "قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " هذا والله أعلى واعلم 2/9/2016 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
اخوكم خلف عبد الرؤف علام - المحامى مقرر لجنة التثقيف والتدريب بحزب البناء والتنمية