الحديث عن أزمة مالية تلاحق الفضائيات التابعة لجماعة "الإخوان المسلمين"، والتي تبث من خارج مصر ليس جديدًا، فقد تعرضت للعديد من الأزمات التي أسفرت في النهاية عن غلق أغلبها، ولم يبق منها سوى "الشرق" و"مكملين"، وفضائيات أخرى أقل شهرة. ويعتمد تمويل الفضائيات التي تتخذ من تركيا مقرًا لها على ممولين إقليميين، لكن حينما تفشل في تحقيق الغرض منها يتوقف الممول عن القيام بهذا الدور، بحسب مصادر مطلعة. وأكد أحمد عبدالجواد، رئيس حزب "البديل الحضاري" – تحت التأسيس – أن الفضائيات المحسوبة على "الإخوان" في الخارج، على رأسها "مكملين"، و"الشرق" التي يرأسها الدكتور أيمن نور، زعيم حزب "غد الثورة" تعاني من أزمات مالية. وقال عبدالجواد – المتواجد بتركيا - ل"المصريون": "هناك فعلاً أزمات مالية؛ إلا أنها ليس كما يهول الإعلام المصري بالداخل". "المادة الإعلامية، قلة المشاهدة، ضعف التمويل".. أسباب أجمع عليها خبراء إعلاميون وباحثون في الحركات الإسلامية وراء فشل وضعف وسائل الإعلام الإخوانية خلال الفترة الماضية، متوقعين غلق المزيد من الفضائيات. وقال الدكتور محمود علم الدين، الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن "السبب في ذلك عدم قدرة الفضائيات على الحشد والحصول على التمويل الكافي لإطلاقها، ودفع أجور الكوادر العاملة بها، إلى جانب الخلل والصراع الذي تشهده الجماعة منذ فترة كبيرة، وعدم الاتفاق على شيء محدد، والدخول في مواجهة حاسمة مع الدولة المصرية". وأضاف علم الدين، أن "تلك الأسباب أحدثت نوع من الانقسام داخل الإخوان في التحركات والخطوات، انعكس على توفير الأنفاق اللازمة للإعلام، وأصبح أي جهد إعلامي يبذل لا فائدة منه لأنه لا يتمتع بأي نوع من التأثير والمصداقية". وقال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقًا، إن "الانهيار الذي تعرضت له فضائيات الإخوان في الفترة الأخيرة يدل علي مكاسب الثورة المصرية لأنها قنوات غير شرعية". وأضاف: "ما حدث وضع طبيعي لفقدان "الإخوان" الثقة من حلفائها على المستوي الدولي، فضلاً عن الانشقاقات داخل الجماعة التي أدت إلى انهيار الوضع الداخلي لها، ما أثر علي خطابها الإعلامي". وأوضح مكاوي ل"المصريون"، أن "المعوقات التي أدت إلى ذلك هو فقد مصادر التمويل الخارجي، خاصة أن الدول التي تمول هذه الفضائيات بدأت في تقليل التمويل والانسحاب من الدعم المادي لها". وأشار إلى أن "تركيا بدأت في حجز رحلات سياحة داخل مصر الأمر الذي سيكون له انعكاسات على دعمها للجماعة". وفي وقت سابق، أعلن هيثم أبوخليل، المذيع بفضائية "مكملين"، أن "سبب توقف القنوات المعارضة بالخارج هي عزوف الكثير من المستثمرين"، قائلاً: "أصحاب البيزنس يخشون دعمها ولو بإعلان على شاشتها". وكانت مصادر تحدثت عن خلافات نشبت مؤخرًا بين أيمن نور وعدد من مقدمي البرامج والعاملين بفضائية "الشرق" ، وكان آخرها خلافه مع محمد شومان وقراره بوقفه عن الظهور على شاشتها، وأزمات أخرى متعلقة بالتمويل، رابطة ذلك برغبته في الانسحاب والبحث عن ممول جديد، وسط توقعات بإمكانية وقف بثها خلال الفترة المقبلة، إذا لم يستطع إقناع ممولين جدد للإنفاق عليها. الأمر لم يقتصر على الفضائيات الداعمة للإخوان فقط بل طال المواقع الإليكترونية الإخوانية، والداعمة لما يسمي ب"الشرعية"، فتسببت الأزمة المالية، في تسريح صحفيّ وموظفي الموقع الرسمي للجماعة، كما حدث مع مواقع "يقين، والوطن اليوم، الأمة"، وغيرها من المواقع الأخرى.
