فجَّر توقيف المحامي محمد صادق، صاحب الدعوى القضائية المطالبة بإغلاق سجن العقرب، هبَّة حقوقية واسعة. وأدان 42 محاميًا وإعلاميًا مساء أمس، الأربعاء، في بيان تلقت "المصريون" نسخة منه، توقيف الأمن، محمد صادق، وأعضاء هيئة الدفاع عن المسجونين بسجن العقرب. وقال الموقعون على البيان، إنهم "يدينون، بأشد العبارات، استمرار سياسة وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية في إرهاب المحامين والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومحاولة إثنائهم عن القيام بدورهم في دعم ضحايا الانتهاكات". وأول أمس الثلاثاء، اقتادت قوة أمنية، المحامي والباحث الحقوقي محمد محمود صادق، بمحطة قطار الجيزة، وألقت القبض عليه، ونقلته إلى مكان غير معلوم، وفق رواية أسرته، التي لم يتسنَ ل"المصريون" التأكد من صحتها عبر مصدر أمني بوزارة الداخلية. ووفق البيان، فإن محمد صادق، هو "أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المسجونين بسجن العقرب، ويقضي أغلب عمله في الدفاع عن ضحايا انتهاكات الأجهزة الأمنية، وهو ما أثار حفيظة من أصدر أمرًا باعتقاله وإخفائه قسريًا دون جريمة، وفي انتهاك صارخ للدستور والقانون والمواثيق الدولية المعنية". وجاء في البيان، تأكيد الموقعين على أن "سياسات وزارة الداخلية بخصوص القبض على المحامين أو خطفهم والتعدي عليهم، وتعذيبهم حتى الموت أصبح أمرًا لا يحتمل السكوت عنه". وطالب الموقعون بالإفراج فورًا ودون تأخير عن المحامي محمد صادق، ومحاسبة كل من أصدر أمرًا باعتقاله وإخفائه. ومن بين الموقعين على البيان المحامون: "مختار منير، عزت غنيم، محمد الباقر، حليم حنيش، هدى عبدالمنعم (عضو مجلس حقوق الإنسان سابقًا، سامح النمر، علاء عبد المنصف، بثينه القماش". ويشار إلى أنه في مارس الماضي، تقدمت منظمات حقوقية مصرية، بدعوى قضائية تطالب بإغلاق سجن العقرب. وفي 2 أغسطس الماضي أحالت محكمة القضاء الإداري، دعوى اختصمت رئيس الجمهورية ووزير الداخلية بصفتيهما، تطالب بإغلاق سجن طرة شديد الحراسة رقم 992، والمعروف باسم سجن العقرب، وتوزيع النزلاء على السجون القريبة من محال إقامتهم، لهيئة مفوضي الدولة؛ لإعداد التقرير القانوني الخاص بها. وقالت الدعوى، إن التصميم الهندسي لمباني السجن نفسه ضار بصحة الإنسان، حيث إنها عبارة عن مبانٍ خرسانية تمنع دخول الشمس والهواء، فضلًا عن وجود تعنت من قبل إدارة السجن تتمثل في منع دخول أدوية إلى المرضى ودخول الطعام ومنع التريض، والزيارة. وجاء في الدعوى أن عددًا كبيرًا من النزلاء تعرض لحالات تسمم بسبب الطعام الفاسد الذي تقدمه إدارة السجن. وسجن العقرب هو أحد السجون السياسية الشهيرة التي بُنيت في تسعينيات القرن الماضي، وتكون الزيارة فيه عبر المحادثة بالهاتف من خلف حائل زجاجي وتقبع فيه أعداد كبيرة من رموز سياسية إسلامية معارضة.