بعد أن أقر البرلمان يوم الإثنين الماضي، قانون ضريبة القيمة المضافة وتطبيقها بدءًا من الشهر القادم سبتمبر، أكد عدد من الاقتصاديين وقوع كارثة اقتصادية سيتعرض لها كل مواطن، والشهور القادمة ستكون أسوأ من ذي قبل. وقال عبد الخالق فاروق، الخبير الاقتصادي، إن قانون ضريبة القيمة المضافة والتي تريد الحكومة تطبيقه حاليًا يمثل عبئًا على المواطن، خاصة وأن 65% من إجمالي الحصيلة يتحملها الموظفون وأصحاب الطبقة المتوسطة. وأكد "فاروق"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن المتضرر الوحيد من هذا الأمر المواطن الفقير أما أصحاب الأموال لن يشعروا بهذا الأمر على الإطلاق، وأن الدولة تتجه لأخذ ضرائب بطريقة غير مباشر من عامة الشعب يتحملها متوسطو الدخل. ولفت إلى أن الدولة بهذا القرار لا تحقق العدالة اللازمة للمواطن البسيط، فهنا تحاسب الشعب على الاستهلاك حتى لو كانت مكالمة تليفون بسيطة. ومن جانبها قالت يمنى الحماقي، دكتورة الاقتصاد، إن الطبقة المتوسطة هي أكثر طبقة متضررة من ضريبة القيمة المضافة وليس الأغنياء, على حد قولها، وهذا سيعقبه ارتفاع مهول في أسعار السلع والخدمات خلال الفترة القادمة. وأكدت "حماقي"، في تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الطبقة المتوسطة ستنقرض خلال أعوام قليلة؛ بسبب ما يحدث من غلاء أسعار، وضرائب مفروضة. ومن جانبه قال الدكتور شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن الأشهر الأربعة القادمة ستشكل أزمة قاسية على المصريين، لارتباطها بعدة مناسبات بالتزامن مع بعضها، بداية من عيد الأضحى المبارك واحتياجاته، ويتوسطها دخول الدراسة، وانتهاءً بحلول الشتاء ومصاريف دخوله، بالإضافة إلى قانون القيمة المضافة وتأثيراته. وأضاف "الدمرداش"، في تصريحات صحفية، أن حل معادلة الأشهر الأربعة العجاف القادمة أمر بالغ الصعوبة، وبالتالي فإن الحكومة عليها دور تجاه المواطن البسيط خلال تلك الفترة، وتقديم العون له لتكون بمثابة "كمادات" لعلاجه، بأن تفرض رقابة حقيقية على الأسواق للحيلولة دون استغلاله في عمليات شراء مستلزماته، وإحكام الرقابة بعد تطبيق قانون القيمة المضافة؛ لعدم رفع السلع التي لم يشملها القانون وهي 55 نوعًا من السلع. وطالب "الدمرداش"، الحكومة بإعادة توجيه منظومة الدعم لمستحقيه وتقدمه في شكل دعم نقدي بدلًا من الدعم على السلع والمنتجات التي يحصل عليها من لا يستحقها، مشيرًا إلى أنه عندما يتم تقديم الدعم النقدي سيوجه المواطن لما هو لمتطلباته وأولوياته. وطالب الحكومة بتزويد برامج المساعدات الاجتماعية للمواطن البسيط، لافتًا إلى أن المواطن أيضًا عليه دور وهو البعد عن كل ما يمكن الاستغناء عنه، وشراء الضروريات والابتعاد عن الإنفاق الذي ليس له داعٍ. و"القيمة المضافة" هنا: هي نوع من أنواع ضرائب الاستهلاك التي يتم إضافتها للسعر النهائي للمنتج، وتضاف قيمة الضريبة كنسبة مئوية للسعر المقترح من البائع.
وضريبة القيمة المضافة تعتبر ضريبة على الاستهلاك، حيث يدفعها عادة المستخدم أو المستهلك الذي يشترى المنتج، بينما يتم توريد قيمة الضريبة من قبل البائع. وهى ضريبة تفرض على فارق سعر التكلفة وسعر البيع للمنتجات، فهي ضريبة تفرض على تكلفة الإنتاج.