في الوقت الذي لم تنته فيه أزمة نقص الدولار، فجر البنك المركزي أزمة جديدة بسب نقص المعروض من الريال السعودي، الذي يتزايد الإقبال عليه في هذا الوقت من العام، حيث تؤدى مناسك الحج، نتيجة ممارساته غير السوية، بحسب خبراء اقتصاديين. وتسبب ذلك في خلق سوق سوداء وسط توقعات بدفعة للوصول إلى 4جنيهات والحد من السفر للخارج والحد من إهدار العملة الأجنبية بجانب الدولار. وبلغ سعر صرف الريال السعودي في السوق 3.15 جنيه للشراء مقابل 3.25 جنيه للبيع، بينما استقر في البنوك عند سعر 2.36 للشراء في مقابل 2.37 للبيع. وتوقع خبراء مصرفيون، أن تستمر أزمة نقص الريال السعودي متأثرة بصراع المركزي مع شركات الصرافة ولجوء حائزيه إلى السوق السوداء للحصول على أرباح مرتفعة بدلاً من بيعه بسعر متدن في السوق السوداء. وقال الدكتور عز الدين حسانين الخبير المصرفي، إن البنك المركزي المصري هو من خلق أزمة الريال السعودي، متوقعًا أن يدفعه ليصل إلى 4جنيهات قبيل أداء مناسك الحج. وأضاف حسانين ل"المصريون" أن البنك المركزي اصدر تعليمات شفهية لشركات الصرافة منذ عدة أشهر، وحثهم على توريد العملات العربية وعلى رأسها الريال مقابل حصولهم على الدولار على سبيل المبادلة وحتى يتسني للمركزي استخدام الريال للحصول على الدولار من الخارج، إلا أن هذه السياسة فشلت بعد مباغتة المركزي لشركات الصرافة مما نتج عنها إغلاق أكثر من40 شركة مما دفع شركات الصرافة لاحتفاظ بما جمعته من العملة السعودية والتي تستخدم طوال العام بسبب رحلات العمرة المتواصلة. وأوضح أن العملة السعودية نضبت من البنوك بعد تهديدها للمورد الوحيد لها وهي شركات الصرافة التي تواصل عمليات الحصول على الريال من الشركات السياحية المختلفة لتحقيق هامش ربح في ظل إقبال المصريين على أداء مناسك العمرة والحج وعدم تلبية البنوك لاحتياجاتهم. وأشار حسانين إلى أن البنك المركزي يتعمد تعطيش السوق من العملة السعودية وترك سعرها للعرض والطلب لعد تأثرها فيما بعد مع الدولار بعملية خفض الجنية المرتقبة، ومن أجل ذلك يحاول بشكل خفي الحد من عمليات السفر للخارج واستهلاك العملة السعودية والأجنبية في الخارج. وقال وليد التهامي، مسئول مصرفي ببنك قناة السويس، إن "ارتفاع الريال بشكل مبالغ فيه يرجع الارتفاع سعر الدولار بقيم غير مسبوقة مما نتج عنه ندرة في المعروض من كلاهما في السوق الرسمي وبالتالي زيادة أسعارهما في السوق السوداء ،هذا بجانب زيادة الطلب على الريال السعودي بسبب موسم الحج وهو ما عجزت البنوك عن تلبيته". وأضاف ل"المصريون"، أن "حائزي الدولار يلجئون للسوق السوداء للبيع بأسعار أعلي من السوق الرسمي"، مؤكدًا أن "أزمة نقص الريال السعودي ستستمر طالما استمرت أزمة نقص الدولار".