مكة المكرمة تعددت أسماؤها، ومنها "مكة، بكة، أم القرى، البلد الأمين، أم رُحْم، الحاطمة". ولها أسماء أُخَرى كثيرة أشهرها اسم مكة الذي ذكر في القرآن الكريم، قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا" سورة الفتح. وإذا ما راجعنا في معاجم اللغة فإن كلمة مكة تدور حول: المَكّ الذي هو استخلاص الشيء واستقصاؤه واستنفاده، يقال: مَكَّ الفصيلُ ضرع أمه يَمُكُّهُ مّكَّاً وامْتكّه وتَمَككه، إذا لم يُبْقِ فيه من اللبن شيئًا إلا مصّه. ومكّ العظم: امتص ما فيه من المخ، والاسم المُكاك والمُكاكة وهو اللب والمخ الذي في وسط العظم.. ومنه مكّ الغريم: إذا استقصى دينه وألحَّ في طلبه. ورد في الحديث: (لا َتتَمكَّكوا على غُرمائكم)، بمعنى: لا تستقصوا عليهم الدَّيْن وأرفقوا بهم في اقتضائه فانظِروهم إلى ميسرة، كما يأتي المكّ بمعنى الزحام. وبناء على ما سبق يمكن القول إن مكة عرفت بهذا الاسم؛ لأنها وسط الدنيا كأنها لبها وخالصها. وذكر أن أصل الكلمة من مكا يَمْكُو: إذا صَفَر، ومنه المُكاء، إذ كان العرب يَصْفِرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بالكعبة، وكانوا يقولون: "لا يتمُّ حجُّنَا حتى نأتيَ مكان الكعبة فنَمُكّ فيه".. أي: نصفر صفير المكاء. وهذا ما ذكره القرآن الكريم: "وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً".