أطلق المسلمون الإيطاليون مبادرات متعددة في كافة أنحاء البلاد للمشاركة في أعمال الإغاثة لمساعدة المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب وسط إيطاليا، فجر الأربعاء الماضي، وخلف 290 قتيلاً. ولبى نحو 300 من المتطوعين المسلمين نداء أطلقته منظمة "الإغاثة الاسلامية" (Islamic relief) لتقديم المساعدة حيث توجهوا من مقرها في ميلانو (شمال) إلى المناطق المنكوبة بالزلزال، و شرعوا في توزيع المواد الغذائية ومستلزمات النظافة وغيرها من الضروريات الأساسية، وفق بيان صادر عنها. وأوضحت المنظمة أنها تقدم "العون للجميع دون تفريق في العرق والدين، ونساعد القريب وفق تعاليم الدين الإسلامي". وفي نفس السياق قالت جمعية الثقافة الإسلامية في إيطاليا (خاصة) ومقرها "ميلانو" (شمال)، إنها "تشارك بالفعل في أعمال الإغاثة من خلال العشرات من المتطوعين في مدينة أماتريتشه (وسط)، التي ضربها الزلزال". وفي مدينة "مانتوفا" (شمال)، أقامت المراكز الإسلامية وعددها 13، نقاطاً للتبرع بالدم من المواطنين المسلمين لصالح جرحى الزلزال، كما أرسلت إلى المناطق المنكوبة مساعدات مالية وعينية جمعتها بعد صلاة الجمعة الماضية. وفي مقاطعة "ماركه" (وسط) التي تضررت بالزلزال، شارك العشرات من طالبي اللجوء المسلمين المتواجدين في مدينة "مونته بالدونه" بالمقاطعة، في أعمال الإغاثة حيث انضموا إلى فرق الدفاع المدني في المناطق المنكوبة. وضرب زلزال قوي بلغت قوته 6.0 درجات بمقياس ريختر، حسب مركز رصد الزلازل الوطني، وسط إيطاليا عند الساعة 3: 36 فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي (1.36 تج) حيث كان مركزه مدينة "أكومولي" التابعة لمحافظة رييتي (وسط)، وشعر به السكان جميع أنحاء وسط البلاد بما في ذلك العاصمة "روما". وبعد ذلك وقعت سلسلة من الهزات المتلاحقة بلغت شدتها 5.1 درجة بمقياس ريختر عند الساعة 4: 32 بالتوقيت المحلي (2.32 تغ)، و 5.4 درجات عند الساعة 04: 33 بالتوقيت المحلي (02.33 تغ). واستناداً إلى الدفاع المدني، فقد دُمرت بشكل كامل كل من "أكومولي" (وسط)، و"أماتريتشه" بمحافظة رييتي (وسط)، بالإضافة إلى مدينة "بيسكارا ديل ترونتو" في مقاطعة "ماركه" (وسط شرق)، بينما طال الدمار قطاعاً واسعاً من مدينة "أركواتا ديل ترونتو" (مقاطعة ماركه). وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي الخميس الماضي، حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة، كما خصص مبلغ 234 مليون يورو كصندوق للطوارئ الوطني لتحمل تكاليف الإغاثة. وفتحت النيابة العامة في مدينة رييتي (وسط) تحقيقاً رسمياً، الجمعة الماضي، لتحري المسؤولية عن الخسائر المادية والإنسانية التي ترتبت على الكارثة. ووفق معطيات رسمية، يبلغ عدد المسلمين في إيطاليا 1.613 مليون نسمة، يحمل 150 ألفاً منهم الجنسية الإيطالية، فيما يتمتع الباقون بإقامات قانونية، بينما يقدر عدد الأئمة بنحو 1000 في أنحاء البلاد.