"كريمة": الأزهر يحرم إراقة الدماء ولا يدعو إلى العنف و"داعية سلفي" يطالب بإقالة الوزير
سادت حالة من الغضب والاستياء بين علماء الأزهر الشريف، بسبب التصريحات الأخيرة لوزير الثقافة حلمى النمنم، ضد مناهج الأزهر، التى اتهم فيها الأزهر الشريف بالتحريض على العنف، قائلاً: "إن المجتمع المصرى يجب أن يتحلى بالشجاعة ومواجهة ظاهرة العنف، حيث يعانى المجتمع المصرى من قصور فى النواحى الثقافية والتعليمية. وأرجع الوزير ذلك إلى عدة أسباب منها توغل التعليم الأزهرى فى مصر، حيث يشكل التعليم الأزهرى نسبة كبيرة فى مصر، وهو أمر لابد من إعادة النظر فيه، وكذلك إعادة النظر فى المناهج الدينية التى تدرس فى المعاهد الأزهرية، جاءت تصريحات وزير الثقافة مساء أمس فى الجلسة الختامية من مؤتمر السلام المجتمعى الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، بعنوان "دور المجتمع المدنى فى مواجهة العنف". من جانبه قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هذه التصريحات مرفوضة شكلا وموضوعا، لأن الأزهر الشريف يجمع بين مفاهيم الإسلام الوسطية،ويحرم إراقة الدماء ولا يدعو إطلاقا إلى العنف كما يدعى وزير الثقافة. وأضاف كريمة ل"المصريون" أن الأزهر الشريف لا ينكر إنسان دوره فى نشر قيم التسامح بين الناس جميعًا، ورعايته للفكر الإسلامى المعتدل فى مصر والعالم كله، فالأزهر الشريف هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبرى التى تقوم على حفظ التراث الإسلامى ودراسته ونشره، وحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلى كل شعوب العالم، والعمل على إظهار حقيقة الإسلام ودوره البناء فى حفظ وتقدم البشرية ورقى الحضارة. وتابع أن الأزهر الشريف كأعظم جامعة إسلامية كان ولا يزال يقصده طلاب العلم من جميع أنحاء العالم، ليتعلموا فيه صحيح الإسلام الوسطى وللتفقه فى الدين وحديثا ليدرسوا العلوم والفنون والآداب، ليتخرجوا علماء عاملين متفقهين فى الدين، يجمعون إلى الإيمان بالله والثقة بالنفس وقوة الروح لافتًا إلى أن الأزهر دائمًا يسعى إلى السلام الخارجى والداخلى. وفى سياق متصل طالب الداعية السلفى الشيخ سامح عبد الحميد، بإقالة حلمى النمنم وزير الثقافة، بعد إهانته للأزهر واتهامه بتخريج الإرهابيين مضيفًا فى بيان له، إنه يجب إقالة النمنم بعد إهانته للأزهر تلك المؤسسة عريقة عالمية، وعندما يُهينها موظف حكومى بدرجة وزير فهذه كارثة. وتابع، أن الأزهر منارة علمية وثقافية منذ قرون طويلة، والإرهابيين ليسوا من خريجى جامعته، ومناهجه لا تحض على التطرف والعنف بل على الأخلاق والقيم والتحضر، مشيرًا إلى أن التكفيريين درسوا مناهج منحرفة ولم يدرسوا مناهج الأزهر، وأرجو من شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لا يصمت على إهانة الأزهر، واتهام التعليم الأزهرى بأنه يؤدى للعنف.