"شرقاوي" :لايرقي لأن يكون محل اهتمام .."مزروعة" كلام رجل غير مسؤول..."قزامل":ليقل ما يشاء ولنا حق الرد أثارت التصريحات الصحفية التي أدلى بها وزير الثقافة حلمي النمنم حول توغل التعليم الأزهري في مصر ودوره في تبني موجات العنف والتطرف نبرة غضب واضحة في أصوات أساتذة ومشايخ الأزهر الشريف . وكان حلمي النمنم وزير الثقافة قد أكد على ضرورة مواجهة العنف الديني فى المجتمع المصري، قائلا: ليس هناك مجتمع ميال بالفطرة للعنف ولكن هناك ظروف اجتماعية تولد هذا العنف، ولابد من مواجهتها.
جاء ذلك فى الجلسة الختامية من مؤتمر السلام المجتمعى الذى نظمته الهيئة القبطية الإنجيلية بالإسكندرية، بعنوان دور المجتمع المدنى فى مواجهة العنف بحضور حلمى النمنم وزير الثقافة والنائب البرلمانى محمد أبو حامد الذى أدار الجلسة والقس الدكتور أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ورئيس الهيئة الإنجيلية. وقال إن المجتمع المصرى شهد مؤخرا احتدادا طائفيا لأول مرة بعد الثورة مثلما حدث فى المنيا والتى اختفت تماما فى فترة الثورة خاصة بعد خروج الشباب القبطى من حضن الكنيسة إلى حضن الدولة وكانت بادرة طيبة. من جانبه قال الدكتور أحمد خليفة شرقاوي ، مدرس الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة طنطا، إن كلام وزير الثقافة، لا يرقى لان يكون محل اهتمام، واصفا إياه بأنه كلاما غير معتبر. وأضاف "شرقاوي" في تصريحات ل"المصريون" أن ما يقوله البعض عن أن مناهج الأزهر روجت للعنف، كل هذا ظلما وبهتانا، مشيرا إلى أن هؤلاء لا يفهمون ولا يدركون طبيعة الدراسة الأزهرية ولا يعلمون شيئا عن مناهج الأزهر، بل إن ما يقولونه هو عين العنف. وأوضح عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والقانون ، أن هذا الكلام لو كان صحيحا ما توافدت البعثات العلمية التي تريد الدراسة بالأزهر، ولما قامت 120 دولة بإرسال أبناءها لتتعلم بالأزهر الشريف، وعلى أيدي علماء الأزهر ومن على منابر الأزهر،مضيفا أن هؤلاء يعودون إلى بلادهم على درجه من الوسطية ومن العلم الوسطى. وتابع،:" ماذا يعلم هؤلاء عن تراث الأزهر وعن منهجية الأزهر؟"، موضحا أن التاريخ والواقع يشهدان على وسطية الأزهر، والتي بمقتضاها ساد العالم بأكمله. واستطرد، هؤلاء تتسم أفكارهم بالشذوذ عن جادة الصواب، وعن الفكر السليم وعن شهادة الحق مستشهدا بقول الشاعر:" وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم ولكن تأخذ الأفهام منه على قدر القرائح والعلوم وقال الدكتور محمود مزروعة ، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن كلام وزير الثقافة كلام رجل غير مسئول، مضيفا ليس كونه وزيرا للثقافة يعطيه الحق أن يضرب يمينا ويسارا، دون علم أو فهم أو إدراك للحقيقة. وأوضح مزروعة فى تصريح ل"المصريون" أن الأزهر الشريف منذ عصرا بعيد وهو يتولى الوسطية في التعليم، كما انه مشهودا له من القريب والبعيد بوسطيته ومنهجه المعتدل. واستطرد:" إن كان وزير الثقافة حلمي النمنم نمنما، فالأزهر غير ذلك فهو مكانه عريقة لها مكانتها ولها تقديرها من الأمة الإسلامية، والكل يعرف وسطية الأزهر، ونبذه للعنف". وأشار إلى أن الأزهريون الذين تعلموا في الأزهر ليسوا فقط هم الذين تخرجوا من الأزهر، إنما تأثيره في الأمة الاسلاميه داخل مصر وخارجها ولا يستطيع أن ينكره أحدا. وتابع، هناك بعض الأشخاص وبعض الجماعات والأحزاب تتخذ من العنف سبيلا للتعبير عن رأيها، هؤلاء ليسوا من خريجي الأزهر بل على العكس هم يتهمون الأزهر بأنه موالى للسلطة، على الرغم من أن الأزهر يدعو دائما إلى عدم العنف، ويدعو إلى الوسطية. وتساءل كيف يكون الأزهر مصدر للعنف، والجميع رأى الاستقبال الحافل لشيخ الأزهر في الشيشان وغيرها من الدول، وكيف عظموا من قدر شيخ الأزهر ومدى التقدير والحفاوة التي استقبل بها. وقال الدكتور سيف رجب قزامل ، عميد كلية أصول الدين بطنطا ، إنه يحترم آل الثقافة لأن منهم من يملؤون الأرض علما إلا أن كلام وزير الثقافة هذا بعيد تماما كل البعد عن الصواب . وأضاف "قزامل" في تصريحات ل "المصريون" أنه من الواضح أمامه أن حلمي النمنم وزير الثقافة على غير علم بواقع الثقافة الأزهرية وتاريخها العظيم موضحا أنه له أن يقول ما يشاء ولنا في الأخير حق الدفاع عن المنهج والرد. وأشار عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر إلى أن هناك صيحات نسمعها على فترات متقطعة ممن يحسبون أنفسهم على تيار الثقافة والفكر والتنوير يراها في حقيقتها عدائية على الأزهر متسائلا :"هل شاهد الوزير كم الترحاب الأسطوري بمؤسسة الأزهر الشريف العريقة في إندونيسيا والشيشان وغيرها من شتى بلاد العالم؟؟". وتابع :" ألوم على وزير الثقافة وغيره من اصطياد بعض الآراء الشاذة في كتب التراث والدفع بها كدليل وحجة على الأزهر لتحميله أعباء التطرف قائلا :" ما الذي قدمه وزير الثقافة لتحصين شبابنا ضد التطرف ".