بالتزامن مع الاقتحامات المتكررة للمستوطنين اليهود للمسجد الأقصى, كشفت القناة الإسرائيلية الثانية، أمرا خطيرا مفادها أنه سيتم الانتهاء من هدم المسجد خلال ثلاث سنوات فقط. وأضافت القناة الإسرائيلية، في تقرير لها في 15 أغسطس، أن هناك خطة بالفعل لهدم المسجد الأقصى, وبناء "الهيكل اليهودي" على أنقاضه. وتابعت " مؤسسات ومنظمات يهودية بدأت في نقل المعدات والأدوات اللازمة ووضعها في الأماكن القريبة من المسجد الأقصى, تمهيدا لتنفيذ خطة لن تزيد عن 3 أعوام, لهدم المسجد, وأنها في انتظار قرار رسمي بذلك". وكشفت القناة الإسرائيلية أن تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى هو جزء من هذه الخطة, التي أصبحت جاهزة للتنفيذ في أية لحظة. وكان المستوطنون اليهود اقتحموا مجددا في 14 أغسطس ساحات المسجد الأقصى في مدينة القدسالمحتلة, في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل"، بينما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن 15 فلسطينيا جرحوا داخل المسجد جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين عليهم. وقالت "الجزيرة", إن شرطة الاحتلال سمحت للمستوطنين اليهود باقتحام باحات المسجد الأقصى، أكثر من مرة, حيث أدوا فيه صلوات تلمودية بحماية قوات الاحتلال. وبدوره، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري إن المشكلة لا تكمن في المستوطنين الذي يقتحمون الأقصى فحسب، بل تتعداهم إلى الحكومة الإسرائيلية "اليمينية المتطرفة" التي ترعى هذه الاحتفالات وتبرمج هذه المناسبات التي تفتعلها المنظمات اليهودية المتطرفة. أما رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الشيخ ناجح بكيرات, فقال ل"الجزيرة", إن الاحتلال يسعى لتحقيق ثلاثة أهداف من خلال هذه الاقتحامات؛ أولها تأكيد الحاجة إلى وجود إدارة إسرائيلية للمسجد الأقصى، بعد أن عمل على إضعاف إدارته العربية من خلال الاعتقال والإبعاد والتضييق. كما يسعى الاحتلال إلى تغيير الوضع الحالي لمدينة القدس والمسجد الأقصى عبر تكثيف الاقتحامات وحشود المقتحمين، لافتا إلى أن الصراع من قبل الاحتلال كان في البداية على السيادة على الأقصى، والآن هو يصارع من أجل إدارة الأقصى "وتحويله من مقدس عربي إسلامي إلى مقدس يهودي". ودعت هيئات إسلامية فلسطينية إلى شد الرحال للمسجد الأقصى لحمايته وصد أي محاولة من المستوطنين لاقتحامه، محذرة من خطر داهم يحيق بالمسجد الأقصى ترعاه سلطات الاحتلال بهدف تقسيمه.