الأخ الأستاذ / جمال سلطان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية أود أن أحييك على قلمك وفكرك المتزن دوماً ، ولكن عندما يختل الإتزان عن الحياد والإنصاف فلابد من تصحيح ومعاذ الله أن ينصح مثلي مثلك وإن كانت النصيحة واجبة على المسلم لأخيه المسلم . فلايمكن أن نبخسك حقك كصاحب قلم متميز وصاحب فكر مستنير وماأدل على ذلك من ردود الأساتذة (( الذين لم أعرفهم شخصيا ولايقلل من قيمتهم عدم معرفتي بهم)) محمد حامد- الصحفي وإيهاب فؤاد وعبد الله عبد الله في هذه القضية والمنشورة في باب (( للمواطن رأي )) فقد أنزلوك بعض ماتستحق من مكانة وإن كانت مكانتك أكبر من ذلك بكثير في نفوسنا . يبقى ردي الذي أرسلته لك وفيه بعض الغمز واللمز ، وأود القول ياسيدي (( قدر العتاب على قدر المحبة )) (( ويبقى الود مابقيَِ العتاب )) ، وإن كان عتابي لشخصكم الكريم لأنك فقدت الحيدة والإنصاف في تلك القضية ومازلت أكررها ياسيدي أنك تجاوزت حقائق تاريخية ، ولذلك كان من حق الردود التي وصلتك ووصفتها (( بالمحبطة والمخيبة للآمال )) أن تكون على قدر التجاوز للوقائع التاريخية الثابتة ، وليس معنى ذلك ياسيدي أننا لانقبل بالتعددية والرأي الآخر بل أقر لك حقيقة ساطعة في وسط الإخوان أنهم أتوّا من الوعس السياسي وممارستهم لقبول الآخر ما يعجز عنه فطاحل السياسيين الآخرين فهذه الحقيقة لعلك لاتعلمها لأنك كما قلت (( إلا أنني لم أنضم يوماً من الأيام لجماعة الإخوان )) ، ولم يُطلب منّا ولم نطلب من غيرنا إضفاء القدسية على شخصية المرشد الحالي ولاممن سبقوه حتى المؤسس رحمه الله ، فالقداسة للأشخاص لاتجوز في ديننا بل هي محرمة شرعاً، فالعصمة لم ولن تكون لأحد بعد النبي ( صلى الله عليه وسلم ) – فكل يؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا المقام كما قال الإمام مالك – ولكنه الإحترام والتقدير للرمز . ولكن الموضوع ياسيدي فيه عدم حيادية وعدم إنصاف من جانب سيادتك بدليل أنك وصفت الأخ المهندس / أبو العلا بأنه عف اللسان (( في الوقت الذي ملأ الصحف والمجلات بسب الإخوان ووصفهم بما لايليق من رجل عف اللسان دمث الخلق مثل م. أبو العلا وهذا من سنين خلت )) فمعنى ذلك أن الطرف الآخر غير عف اللسان وهوالظالم والجاني والمفتري . أليس هذا مايتبادر للذهن ياأستاذ جمال للذي يقرأ مقالك . أما فيما يتعلق بموضوع النصيحة ، فإنني عندما طالبت سيادتكم بذلك لم أطلبه منكم بصفتك السياسية أو الصحفية ، وإنما طلبته منك بصفتك الإسلامية كمفكر وكاتب إسلامي عليه حق النصح لمن يشاركونه التوجه نفسه وأنا أقصد التوجه الإسلامي لا الصفة التنظيمية . هل هذا سلوك غريب يتنافى مع معطياتنا الإسلامية ، وهل معنى ذلك أن عقلية العمل السري مازالت هي السائدة لدينا . فنحن لم نعرف العمل السري طوال حياتنا الدعوية الحديثة (( المقصود هنا من السبعينيات حتى الآن )) فليست لدى الإخوان ممارسات شائنة أو ميليشيات مسلحة تخفيها ياسيدي ، أي عمل سري الذي تتحدث عنه ياسيدي ولايجوز لأمثالك من النابهين العالمين بالعمل الإسلامي أن يسوق هذه الكلمة في كتاباته عن الغخوان لأن العمل السري له مدلولات غاية في الخطورة . أما بالنسبة لرسائل التشفي للمهندس أبو العلا فيخطأ من يفعل ذلك ، ومن ينكر فضل هذا الرجل كمن ينكر الشمس في قيظ الصيف ولكن ماأقدم عليه أستاذنا المهندس أبو العلا جعل البعض يفقد بعضاً من صوابه لأنه المربي الفاضل العف اللسان كما وصفته أنت وعرفته أنا عن قرب وأخيرا سيدي تقبل تحياتي واحترامي لشخصكم الكريم وقلمكم الحر ودمتم بخير وعلى خير وحفظك الله أسامة العيسوي