أكّد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على أن بلاده تتّفق مع إيران فيما يتعلق بوحدة الأراضي السورية ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، في حين يتواصل الحوار بين الطرفين في النقاط الخلافية. وأضاف جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف في العاصمة التركية أنقرة، اليوم الجمعة، أن "أمن واستقرار إيران من أمن واستقرار تركيا"، مشددًا على أهمية التعاون بين البلدين في القضايا الأمنية. ووصف اللقاء الذي جمعه اليوم مع نظيره الإيراني، بأنه "مثمر"، مشيرا إلى أنه شكّل فرصة لتقييم القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين. وقال الوزير التركي "تشاطرنا مع الجانب الإيراني مرة أخرى أفكارنا حول سوريا. وسنعمل خلال المرحلة المقبلة على تقييم مثل هذه القضايا في إطار تعاون أوثق (...)، هناك قضايا نتفق فيها، من قبيل وحدة الأراضي السورية، فيما اختلفت وجهات نظرنا حول بعض القضايا الأخرى، دون أن نقطع قنوات الحوار وتبادل الأفكار، سيما أننا أكّدنا منذ البداية على أهمية الدور البناء لإيران من أجل التوصل إلى حل دائم في سوريا"، كما قال. وشدّد على ضرورة إيجاد شراكة بين أنقرة وطهران ل "مكافحة منظمات راديكالية في المنطقة"، مضيفا "المستقبل سيشهد تعزيزًا للتعاون مع إيران من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا". ولفت الوزير التركي، إلى أنه على الرغم من انخفاض حجم التجارة الثنائية بين بلاده وإيران، إلا أن البلدين عازمان على الوصول بحجم التجارة البينية إلى نحو 30 مليار دولار أميركي سنويًا. وتوجّه جاويش أوغلو بالشكر لإيران حكومة وشعبا على وقوفها إلى جانب تركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها الأخيرة منتصف يوليو الماضي، وفق تصريحات جاويش أوغلو. من جهته، رحّب وزير الخارجية الإيراني بعودة العلاقات التركية - الروسية مجددًا، معتبرا أن "على البلدان الثلاثة (إيران، وتركيا، وروسيا)، العمل جنبًا إلى جنب مع الدول الأخرى، لتحقيق للسلام والأمن للمنظقة ومحاربة التطرف"، وفق تصريحاته. وشدد على أن البلدين (تركياوإيران) يواصلان المحادثات المشتركة من أجل تخطي بعض العقبات الموجودة في علاقاتهما، مؤكدًا أن وجود الإرادة السياسية لدى قادة البلدين تمنحهما إمكانية المضي قدمًا لتطوير العلاقات الثنائية في العديد من المجالات. ولفت ظريف إلى أن وجهات نظر البلدين متطابقة حيال ضرورة التعاون في مجال "مكافحة التطرف والإرهاب"، قائلا "نحن نرى أن أمن تركيا من أمننا القومي، وقد نظرنا بنفس الطريقة أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة، وقلنا أننا نقف إلى جانب الشعب التركي وسنواصل الوقوف إلى جانبه". وحول ملف الأزمة السورية، قال الوزير الإيراني "ينبغي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية؛ فالشعب السوري هو الذي يمتلك حق تحديد مستقبل بلاده"، مشددًا على أهمية اتخاذ موقف صارم حيال تطرف تنظيمي داعش والنصرة". وأعرب ظريف عن أمله في استمرار زيادة التعاون في مجال السياحة بين البلدين، مشددًا على استعداد بلاده للتعاون مع تركيا في مجال تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا. وبخصوص المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، لفت ظريف إلى أن موقف الشعب التركي وصموده بوجه الانقلابيين ليلة 15 يوليو الماضي، أصبح يشكل مصدر فخر لشعوب المنطقة، وأن بلاده تؤكّد وقوفها إلى جانب الشعب التركي وممثليه، واصفًا العلاقات بين البلدين بأنها "دائمة ومتينة". وبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الجمعة، زيارة إلى تركيا لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين وملفات دولية وإقليمية في مقدمتها الأزمة السورية. وأعلنت الخارجية التركية أن ظريف سيتوجه للقاء الرئيس رجب طيب أردوغان عقب لقاءه رئيس الوزراء بن علي يلدرم.