أبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في مدينة سان بطرسبورغ الروسية, وقالت إنها بعثت برسالة تحذير خطيرة للولايات المتحدة وأوروبا. وأضافت الصحيفة في تعليق لها, أن كلا البلدين يريد أن يظهر للولايات المتحدة وأوروبا, أنه ليس معزولا، وأن لديه خيارات أخرى، وهو ما من شأنه أن يثير قلق الغرب, بالنظر إلى أن تركيا عضو في حلف الناتو, بينما تناصب روسيا الحلف العداء وتسعى لتفكيكه. وتابعت " تركيا تشعر بأن حلفاءها الغربيين فشلوا في دعمها بعد المحاولة الانقلابية في 15 يوليو، كما تنتقد بشدة تركيز العواصمالغربية على حملة التطهير التي تنفذها في صفوف المؤسسة العسكرية تحديدا". واستطردت الصحيفة " رغم أن العلاقات كانت متوترة للغاية بين أنقرةوموسكو منذ إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في نوفمبر من العام الماضي, إلا أن بوتين لا يترك أي مشكلة بين دول حلف الناتو إلا ويستغلها، ولذا أعرب مرارا عن دعمه لأردوغان منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال قمتهما في مدينة سان بطرسبورغ الروسية في 9 أغسطس على تطبيع العلاقات بين بلديهما، والعودة بها إلى مستوى ما قبل الأزمة التي تفجرت إثر إسقاط سلاح الجو التركي مقاتلة روسية في نوفمبر من العام الماضي. ونقلت "الجزيرة" عن بوتين وأردوغان القول في مؤتمر صحفي في سان بطرسبورغ إنه تم الاتفاق في مستهل المحادثات على استئناف المشاريع الاستراتيجية المشتركة، ومن بينها بناء محطة "أك-كويو" النووية في تركيا بواسطة شركات روسية، واستئناف مشروع خط الغاز الروسي نحو جنوب أوروبا عبر تركيا. وأضاف بوتين أن بلاده تريد استئناف العلاقات مع تركيا "بشكل كامل"، وإنه يجري العمل على ذلك، وأضاف أنه تم خلال اللقاء مع أردوغان رسم أولى الخطوات لاستعادة المستوى الذي كانت عليه العلاقات بين البلدين قبل الأزمة الأخيرة. وأشار إلى أن روسيا سترفع القيود عن الواردات الزراعية من تركيا، وعن شركات البناء التركية، فضلا عن استئناف الرحلات السياحية الروسية نحو تركيا. وقال الرئيس الروسي أيضا إن عودة العلاقات التجارية إلى مستواها السابق تتطلب بعض الوقت حيث إنها انخفضت في الأشهر الماضية بأكثر من 40%. وأضاف أن محادثات تفصيلية بين الجانبين الروسي والتركي بشأن تطبيع العلاقات التجارية ستعقد لاحقا. وبشأن الأزمة السورية، ذكر بوتين أن لدى روسياوتركيا هدفا مشتركا يتمثل في تسوية الأزمة وأنه يمكن حل الخلافات بين موسكووأنقرة بشأن سبل التسوية وسيتم البحث عن "حلول ترضي الجميع"، وشدد مجددا على رفض بلاده محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 يوليو الماضي ومن جهته, قال أردوغان في المؤتمر الصحفي إن المحادثات مع روسيا ستدفع بالبلدين إلى الأمام، وتحسن العلاقات بينهما، مشيرا إلى أن زيارته لروسيا هي الأولى للخارج بعد محاولة الانقلاب. وأضاف أن هناك إرادة سياسية لرفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى أعلى مما كانت عليه قبل الأزمة الأخيرة، كما أكد أن تضامن تركياوروسيا يمكن أن يساعد في حل المشاكل بالمنطقة. وأشار إلى أن مفاوضات اليوم أدت إلى اتفاق على استئناف الرحلات السياحية الروسية، وإلغاء العقوبات على المواد الزراعية التي تستوردها روسيا من تركيا. وبشأن نتيجة لقائه بنظيره الروسي، قال إنه تم الاتفاق على تطوير التعاون في مجالات الدفاع والصناعة والطاقة النووية، مشيرا إلى المحطة النووية التي ستبنيها شركات تركية في روسيا. وأكد الرئيس التركي أيضا أن العلاقات بين البلدين أصبحت مستقرة أكثر من أي وقت مضى، وألح على ضرورة العمل لرفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين إلى مائة مليار دولار من 35 مليار دولار قبل أزمة الطائرة الروسية.