كشف محمد جورماز، رئيس الشؤون الدينية التركية، لأول مرة عن وجود علاقة بين مفتي مصر السابق علي جمعة وبين جماعة فتح الله جولن، المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها تركيا في منتصف يوليو الماضي. جورماز في حوار مع موقع "هافينجتون بوست عربي" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" - سينشر قريبًا كاملاً - قال إنه بعدما شاهد عملية فضّ اعتصام رابعة العدوية بالقاهرة في 14أغسطس 2013، اتصل مباشرة بعلي جمعة لوجود علاقة صداقة تربطهما من قبل، كي يتدخل الأزهر والعلماء المصريون لوقف الدماء التي تسيل في الشوارع بعد أن أطاح الجيش بالرئيس الأسبق محمد مرسي. وأضاف جورماز أن علي جمعة حينها طلب مقابلته ليشرح له الوضع، فعرض عليه رجل الدين التركي أن يأتي إلى مدينة إسطنبول إلا أن جمعة رفض ذلك واتفقا على أن يلتقيا بعد يومين من المكالمة في العاصمة الأردنية عمّان لمناقشة دور العلماء المسلمين في وقف المذابح التي تحدث في مصر، بحسب ما قال. وقال رئيس الشؤون الدينية التركية إنه عقب انتهاء المكالمة مع مفتي مصر السابق بنحو 15 دقيقة، اتصل به الرجل الثاني في جماعة فتح الله جولن ويُدعى مصطفى أوزجان، الذي كان يقيم حينها في تركيا، وأبلغه بتفاصيل المكالمة التي دارت بينه وبين جمعة، مشيرًا إلى وجود علاقة بين الرجلين. وبحسب جورماز، فإن الرجل الثاني في جماعة جولن طلب منه أمرين: أولاً الجلوس معًا قبل زيارته إلى عمّان لمناقشة الأمر، والثاني أن يرافقه في السفر إلى العاصمة الأردنية، وعندما سأل جورماز مصطفى أوزجان كيف عرف بهذا المقابلة، قال له إن علي جمعة اتصل به وأبلغه بطبيعة زيارة الأردن وتفاصيلها. وأضاف أنه تقابل مع أوزجان في إسطنبول، حيث قال له إن موقف الحكومة التركية ووزارة الشؤون الدينية من "الانقلاب في مصر" موقف خطير، كما مدح أوزجان وزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي، وقال إنه رجل مؤمن وصالح، وإن جماعة الخدمة تعرفه جيدًا، كما أن فتح الله جولن أيضًا يعرف السيسي وله صلة قوية به. وأثار موقف علي جمعة من حادثة فض اعتصام رابعة العدوية حيث كان يعتصم أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، جدلاً كبيرًا بعد انتشار مقطع فيديو للمفتي السابق وهو يحرّض على قتل المتظاهرين باعتبار أنهم "خوارج". وأوضح جورماز أنه بعد لقائه برجل فتح الله جولن قبيل زيارته إلى الأردن ومعرفته بدعم علي جمعة للجيش المصري وتأييده فضّ الاعتصامات بالقوة المفرطة، اتصل به وقال له إن علاقتنا انتهت الآن، ومن ثم تم إلغاء المقابلة.