ما أن أعلن عالم الفضاء المصري، ومستشار الرئيس السابق، عصام حجي، عن مشروع رئاسي يقوده للترشح إلى المنصب في الجولة القادمة في 2018، إلا وخرجت أصوات تقارنه بأحد مرشحي الرئاسة السابقين "حمدين صباحي" "ومحمد البرادعي" "البوب"، مرجحين أنه يعيد إنتاج تجربة الشخصين في 2014. وكشف حجي في وقت سابق أنه يقوم بتقديم المساعدة في الملف العلمي بمشروع الانتخابات، دون أن يكون له أي دور آخر، وأن معه خبراء آخرين يساعدون مجموعات الشباب لتقديم بديل للشعب المصري.
وقال حجي إن المشروع حتى الآن لم يستقر على أسماء المرشحين، وأنه يركز أولاً على كتابة الأفكار والحلول لخمس قضايا رئيسية هي: "التعليم والصحة والاقتصاد والمساواة والمرأة"، وبعدها ستأتي مرحلة تحديد أسماء الفريق الرئاسي.
وتابع حجي: "أي مصري يرى أن الحل في التعليم والمصالحة الوطنية يمكن أن يكون طرفًا معنا في المبادرة دون النظر للانتماءات السياسية"، مؤكدًا أنهم يرحبون بمؤيدي مبارك والسيسي والإخوان لو توافقوا معهم على هذه المبادئ. كما دعا إلى مصالحة وطنية شاملة، وأوضح: "قوة المصريين في أنهم يسامحون بعضًا ونخطو معًا للأمام، مهما كانت الأخطاء من كل الأطراف"، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج الرحمة قبل القضاء، مؤكدًا أن ملف المصالحة يشمل الإفراج عن كل المعتقلين بقضايا فكر سياسي أو توجهات دينية.
غادة نجيب: حجي هو "صباحي" 2014 في هذا الإطار، تقول غادة محمد نجيب، الناشطة السياسية، إن نفس مَن أيدوا حمدين صباحى في انتخابات 2014 هم نفسهم مَن يؤيدون مشروع عصام حجي وتقريبًا نفس الحجج اللي سوقوها مع حمدين بيسوقوها مع عصام.
وأضافت "نجيب" في تصريح لها على صفحتها الشخصية "فيس بوك": "نفس السيناريو تم استخدامهم في المسرحية ونفذوا المطلوب منهم ألا وهو إضفاء الشرعية على ما وصفتها ب"المسرحية". وتابعت: "وللآسف عايزين يقوموا بنفس الدور تاني يا جدعان دا القفا كان جامد أوى لحقتوا تنسوا، متساعدوش فى تخدير الناس"- على حد قولها.
رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية: حجي حمدين-2018 وافقها في الرأي الدكتور صفى الدين حامد، رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية بواشنطن، بقوله إن "عصام حجي، حين كان مستشار الرئيس عدلي منصور، نفى بشدة أن يكون هناك أي تفريط في حدود مصر البحرية، وأيّد بشدة اتفاقية تقاسم مكامن الهيدروكربون، قبل حتى أن تذاع تفاصيلها، ونفي أن يكون هناك أي تفريط في المياه أو الغاز، بدون أي دليل على اطلاعه على أي تفاصيل، كما أنه لا يعترض على سد النهضة".
وأضاف حامد في بيان متداول له: "منذ مطلع هذا العام يزور عصام حجي تجمعات المصريين بأمريكا، وقد دُعيت لحضور تلك المحاضرات فاعتذرت للسبب الذي ذكرته أعلاه. وطلبت ممن وجهوا لي الدعوات أن يسألوا عصام حجي إن كان على رأيه في أن تفريطاً لم يحدث. لم أسمع رداً". وأوضح رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية أن عصام حجي كشف عن مشروع الترشح في قناة العربي الجديد، القطرية المذاعة من لندن، وكأنه زويل جديد – على حد تعبيره.
دندراوي الهواري: حجي "تلميذ البرادعي" وفي هذا الإطار، وصف الكاتب الصحفي، دندراوي الهواري، المعروف بتأييده ودعمه للنظام، عصام حجي، بأنه تلميذ للبرادعي، منتقدًا فكرته بقوله: "هل هناك دولة يحكمها مجلس رئاسي في أي قارة من القارات"؟. وأضاف الهواري في مقال له بعنوان "عصام حجي.. «محلل الإخوان.. وتلميذ البرادعي.. وقاسم السماوي العصر»: "عصام حجي يتخيل أن الحكم وقيادة الدول عبارة عن معمل كيميائي، أو عمل بحثي يقوده فريق، وكونه رجلاً يعمل في الفضاء فإن خياله يسرح به إلى أبعد مدى، معتقدًا أنه يفهم في كل شيء، وعلى الجميع أن يرضخ لنظرياته وأطروحاته، وهنا الكارثة".
عز الكومي: عصام حجي برادعي المرحلة كما شبّه الدكتور عز الكومي "حجي" بأنه برادعي المرحلة، موضحًا أن ما يطرحه ليس مبادرة ولا مطالب؛ بل مشروع انتخابي، وحتى تسير الخطة في مسارها المرسوم لها دعا إلى مصالحة وطنية شاملة؛ لأن قوة المصريين في أنهم يسامحون بعضهم بعضًا، ومن يسامح في الدماء والاغتصاب والانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، والتي تصل إلى حد الإبادة الجماعية، ولا تسقط بالتقادم؟!! وأضاف الكومي في مقال له بعنوان هل يكون «عصام حجي» برادعيَّ المرحلة؟: "وحتى تكتمل دائرة التلميع الممنهجة ل“حجي” ومَن معه انتقد تصريحات السيسي بوصف مصر بأنها شبه دولة قائلًا: إذا كنا في أشباه دولة يبقى إحنا أشباه مواطنين وهما أشباه حكام.
دراج: الرافضون لفكرة "حجي" مصابون ب"العته" في هذا الإطار، وصف الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الرافضين لفكرة "حجي" بأنهم مصابون بالعته. وقال دراج في تصريح خاص ل"المصريون": "مش لازم البدل تفتقر عشان نطرح بديل، مشيرًا إلى أن "حجي" لم يهدف لتصدر المشهد، وإنما عرض فكرة والفكرة لن تموت وستنجح في آخر المطاف". وأوضح أن أي موطن من حقه الترشح، وأي مواطن لديه أفكار يجب طرحها طالما أنها في صالح البلد، والرئيس السيسي فشل في سياسته داخليًا وخارجيا". وقال دراج إنه يرفض مبدأ المرشح الواحد لا من قبل المؤسسة العسكرية ولا ممن وصفهم ب"الفاشية الدينية"، قائلاً: "خلونا نشوف حل".