امسكت بأصبعى وهممت ان اكتب على الكيبورد مناشدا الدكتور اسامة الأزهرى بصفته المستشار الدينى للرئيس السيسى، ان يشير عليه بأن يكتفى فى المناسبات الدينية بأن يوفد نائبا لإلقاء الكلمة نيابة عنه، أو يكتفى بالكلمات البروتوكولية المعتادة كمن سبقه من الرؤساء، بعيدا عن مطالب الرئيس للعلماء بالقيام بعمليات قصقصة وصنفرة وتقييف واستئصال النصوص الدينية التى لا تتناسب مع جو " الكيوت "و"الحنان" الذى يفرش مناديله على رمال العالم الدافئة هذه الأيام . وكنت سأكتب له قائلا : عزيزى البروفيسور أسامة . تمر بنا فى العام الواحد ستة أو سبعة مناسبات دينية، ولو سمعنا كلام الرئيس وحذفنا أو عدلنا أو بدلنا أو حرتفنا فى الدين بما يقتضيه كل خطاب للرئيس، فلربما بعد عامين ومع نهاية الفترة الأولى لولاية سيادته نجد دين المسلمين فى " ام الدنيا " شئ مختلف تماما عن دين المسلمين فى كل الدنيا . يعنى معلش مش لازم نبقى متميزين فى كل حاجة ، خلينا فى موضوع الدين ده زينا زى باقى المسلمين، ومن تواضع لله رفعه. لكن عندما قرأت كلام الدكتور الأزهرى عن نور الوحى الذى يتنزل من السماء على المخلصين من أبناء مصر والذى به تتقدم بلادنا، أمسكت عن الكلام المباح، وقد تملكتنى حالة مفرطة من الصياح بعلامات التعجب "الإسكندرانى". وأصوات غريبة تخرج من الأنف مما اضطرنى لتناول بعض المهدئات. **************** مع حفظ الالقاب " والمعنى فى بطن الشاعر " كلما سمعت شطحات مبروك عطية، وهرطقات ميزو، وغراميات أسامة القوصى، وجنسيات على جمعة، وتشييعات أحمد كريمة، و سخريات ابراهيم عيسى بآيات القرآن، وشتائم اسلام البحيرى للفقهاء، وتطاول سيد القمنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، واشمئزازات فاطمة ناعوت من شعائر الإسلام. حمدت الله تعالى ان مصر أم الدنيا وليست أم الدين. **************** حالة الامتعاض والاعتراض والإزبهلال التى تسود الشارع المصرى وخاصة المعنيين بالشأن السياسى والاجتماعى والاقتصادى، وحتى المعنيين بشؤون المعايش والجرى وراء أكل العيش. بسبب أن الرئيس لم يف بوعده عندما قال ان "مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا" فى حين ان دور مصر يتضاءل وتنكمش وتتراجع عربيا واقليميا ودوليا ، كما ان الوضع الاقتصادى فى الداخل فى حالة انهيار والناس جابت زيت وبتكح تراب. حتى اصبحنا "اشباه دولة" وفى رواية اخرى "لسنا دولة رائدة ولا تسعى الى الريادة "، يعنى مصر بتصغر مش بتكبر، بتقل مش بتزيد. يبقى فين بقى ام الدنيا اللى بقت اد الدنيا؟! طبعا انا والعيال اللى لافة ودايرة وبيفهموها وهى طايرة من المحللين السياسيين امثال العبد لل ، مش مستغربين ولا متفاجئين وعارفين ان ده كله كان هيحصل. واسألكم سؤال : هى الدنيا أكبر ولا أمها؟! لو عرفتم الاجابة هتعرفوا ان الوعد قد تحقق. تحبوا نحقق لكم وعود تانى ولا كفاية عليكم كده، ونخلى باقى الوعود للأجيال القادمة ان شاء الله .... ده لو كان فى أجيال قادمة .
خلف عبد الرؤف علام - المحامى مقرر لجنة التثقيف والتدريب بحزب البناء والتنمية . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.