أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية "علي خامنئي"، في 28 يونيو المنصرم، قرارا يقضي بتعيين "محمد حسين باقري" رئيسا لهيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، المنصب العسكري الأعلى في البلاد بعد منصب رئاسة القوات المسلحة الذي يشغله المرشد الأعلى في إيران، وهو الأمر قد يثير الشكوك حول الوجهة العسكرية لإيران فى الفترة المقبلة. ورأى موقع مركز "ستراتفور" للدراسات الاستراتيجية والأمنية، تعيين قائدا كبيرا بالحرس الثوري، كقائد جديد للجيش الإيراني (رئيس للأركان) بأنه "خطوة ربما تشير إلى وجود تهديدات أمنية خطيرة تواجه إيران". أحد أبرز القضايا التي سيواجهها رئيس الأركان الجديد هي القتال على أرض أجنبية، والتواجد الإيراني في سوريا، الذي خلق تحديات غير متوقعة للجيش الإيراني في ظل شن جيش الفتح وجبهة النصرة يوم 6 مايو الماضي، هجوما ناجحا ضد الحرس الثوري في محافظة حلب مثل ضربة قوية لسمعة الحرس الثوري أدت للعديد من التغييرات التنظيمية داخل الجيش الإيراني، وتشير التقارير إلى تزايد الخسائر في صفوف الإيرانيين هناك، مما يزيد من الضغط على القادة في البلاد. وسيكون "باقري" هو المسئول عن وضع وتنفيذ استراتيجية إيران الجديدة في سوريا، وعن تنسيق تحركات الحرس الثوري هناك مع الجيش الإيراني، وفي الوقت نفسه، بدء تعزيز الحرس الثوري الإيراني نفوذه في العراق. وسيتولى "باقري"، الذي بدأ تولي مهامه في 5 يوليو الجاري، رئاسة هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة المكونة من ثلاثة تشكيلات، هي: الحرس الثوري، والجيش، وقوات التعبئة (الباسيج)، ويعد منصب رئاسة هيئة الأركان نقطة الوصل بين التشكيلات الثلاثة. ويعتبر "باقري" من أبرز العسكريين الذين شاركوا في الحرب العراقيةالإيرانية، وتولى إدارة إحدى مؤسسات التصنيع الحيوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي مؤسسة "خاتم الأنبياء" التي توصف بأنها الذراع الهندسية للحرس الثوري والتي تمتلك 812 شركة يقدر دخل أنشطتها التجارية السنوي بما بين 10 و12 مليار دولار. ويقول تحليل "ستراتفور" أن تعيين "باقري" جاء في توقيت حساس حيث تغرق طهران في مستنقع الصراعات الإقليمية في سوريا واليمن ولبنان، وتواجه تجدد العنف داخل البلاد، حيث تتصاعد عمليات منظمات كردية ضد القوات الإيرانية في منطقة "مهاباد" شمال غربي البلاد، وعمليات أخرى تشنها مجموعات بلوشية مسلحة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران، بينما تتطلع إيران لتعزيز قوتها العسكرية. فمنذ أواخر عام 2014، أصبح ظهور رئيس قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، "قاسم سليماني"، مألوفا في الاجتماعات العسكرية العراقية، وهناك أنباء عن تشكيل قوة خاصة بالعراق أقرب إلى الحرس الثوري الإيراني. ويشير تحليل "ستراتفور" إلى أن التعديلات الأخيرة في المواقع العسكرية الإيرانية، وغيرها، مثل تعيين "حسين الجابري الأنصاري" في منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية، أثار تساؤلات حول اتجاه السياسة الخارجية الإيرانية، ف"الأنصاري"، وهو المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، كان ينتقد موقف إيران في سوريا ويفضل الحلول الدبلوماسية بدلا من القوة العسكرية.