الحرية السياسية حلم جميل قد يتحقق ويتحول الي واقع عن طريق الديمقراطية التي ابتكرتها أثينا الاغريقية قبل 2500 سنة...فالديمقراطية هي الآلة التي تُصنّع الحرية سواء في مؤسسات سياسية كالاحزاب أو اجتماعية كالنقابات والهيئات المدنية...ويعتبر صندوق الانتخاب محركا للديمقراطية...ذلك العلبة العجيبة التي تهديها الديمقراطية الى الشعب ليختار فيها نوابه وممثليه...اذا كان هناك وعي بالحرية وفهم للديمقراطية وثقافة سياسية جاء الاختيار الشعبي صحيحا ودقيقا...أما اذا غاب الوعي والنضج باتت العلبة لعبة خطرة يلهو بها مجتمع لا يعرف كيف ومن ينتخب ومن سيصل الى البرلمان!!!... وعلي كل حال يجب أن تحترم نتائج صناديق الانتخابات بغض النظر عن افرازاتها ونتائجها كما يجب التعامل مع نتاجها باعتباره نتاجا شرعيا وفئات لا يمكن اغفالها لأنها ببساطة حصلت على مقاعدها من خلال صناديق الانتخاب بغض النظر عن التفاصيل الأخرى ولأن الديمقراطية لا تفصل على مقاييس فكرية أو آيديولوجية بعينها دون الأخري ونتائجها لا علاقة لها بالمحبة والكراهية...لذلك لا مفر من احترام هذه النتائج اذا أردنا السير علي طريق الديمقراطية... ان نتائج الانتخابات البرلمانية يجب أن تقرأ جيدا آخذين في الاعتبار الحالة السياسية عندنا وهناك عدة عوامل قد تكون سببا في الوصول لهذه النتيجة ومن أهمها أن هناك رغبة لدى الشارع المصري للتخلص من بعض الرموز السياسية العتيقة التي لا يهمها الا مصالحها ومصالح اتباعهم الشخصية ، خاصة تلك التي ارتبط اسمها بالفساد المالي والإداري ، ولذلك كانت هناك قطاعات ليست بالقليلة لا يهمها من ينجح بل يهمها من يسقط ، ولهذا وقفت مع من تعتقد أن لديه فرصة لإسقاط هذه الرموز بغض النظر عن موقفه السياسي....وربما يتحمل الحزب الوطني المسؤولية الكاملة في هذه الجزئية ، فالمحاولات التي بذلها عدد من ناشطي الحزب الوطني طيلة السنتين الماضيتين لتنظيف الحزب من الشوائب، ولتقديم وجوه جديدة، ولطرح لغة سياسية جديدة، لم يكتب لها النجاح إلا بشكل ضئيل...اضافة الي أن أحزاب المعارضة التقليدية لم تستطع تقديم وجوه جديدة، وما زالت تعيد خطابها التقليدي وساهمت هي الأخرى في خلق حالة من الفراغ الذي جعل الناخب يتساءل بينه وبين نفسه لقد جربنا هؤلاء فلم لا نجرب غيرهم... ومما ساعد علي ذلك احتكار حزب دون الآخرين للسياسة الذي حال دون نشوء قوى حزبية سياسية حقيقية أخري مؤهلة للممارسة الديمقراطية وبالتالي للمنافسة...الأمر الذي دفع الشعب للتصويت لصالح المستقلين بعيدا عن مرشحي الأحزاب الأساسيين...ومما ساعد علي ذلك وجود قدر من حرية الاختيار...وكانت النتيجة المزهلة وهي اكنساح المستقلين لمرشحي الأحزاب السياسية...وأصبح النواب المستقلون الذين لم ينضموا لأي حزب سياسي أمرا واقعيا ومفروضا بقوة الشعب...ان الأحزاب السياسية بما فيها الحزب الوطني الديمقراطي مطالبين ، في ضوء الامتحان الانتخابي الحالي ، بأن تتحول الى أحزب شعبية ذات آيديولوجية اقتصادية واجتماعية...أحزابا لها مشاريع اجتماعية لتوفير ضمانات ومكاسب للفقراء والعمال لكي لا تتسع الهوة بين الفقير والغنى... ان التوتر في الانتخابات البرلمانية خاصة العنف الديني او السياسي منها ليس مدعاة للقلق والتوتر ويعتبر ظرفا عابرا خاصة في مجتمع له تاريخ عريق في التسامح والتعايش مثل مجتمعنا...بينما التلويح بتوريط الجيش في اللعبة السياسية لهو الخطر بعينه فلا يصح أن يلجأ البعض لدعوة الجيش لحماية مراكز الاقتراع حيث أن العسكرة السياسية تتعارض ومبادئ الديمقراطية... لماذا كل هذا الخوف من المستقلين؟! ولماذا هذا القلق منهم؟! هل لأنهم لم يرضخوا للضغوط كغيرهم وينضموا للحزب بعد نجاحهم مستقلين؟ أم لأنهم ينتمون لحزب أو جماعة أخري ويتمسكون بها حفاظا علي شعور الذين انتخبوهم وهم يعرفون من هم ولم يخدعوا الشعب كما فعل غيرهم ممن انتخبوا كمستقلين أيضا؟...فلينتصر من ينتص من المصريون في الانتخابات ولنر ماذا سوف يفعلون هل فعلا سوف يرتقون بالمجتمع المصري إلى الأمام دون مشاكل ويحلوا معظم مشاكل المجتمع المصري...فلنحترم الديمقراطية وندعمها بالحرية حتي نحسن صورتنا بين المجتمعات الخارجية المتربصة بنا وببلدنا...أليس هؤلاء الذين وصلوا للبرلمان مواطنيين مصريين؟ ألم يحققوا الشروط الواجب توافرها في من يرشح لمجلس الشعب؟ هل تم اختيارهم بعيدا عن صناديق الانتخاب؟؟؟....ولا يسعني في النهاية الا أن أكرر ما قاله ومازال يقوله شعب دائرتي بمركز أبوتشت محافظة قنا وهو فلنجرب الذين انتخبوا بواسطة الشعب فدورة مجلس الشعب الكاملة ما هي الا زرعة قصب واحدة يزرعها الفلاح مرة فاذا كانت كويسة أستمر يأخذ منها لمدة خمس سنوات والا فعليه أن يزرع غيرها... الشكر واجب...وعلي العهد سائرون بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية 2005 بدائرتي بمركز أبوتشت محافظة قنا والتي كان ميقاتها بالمرحلة الثانية ، وبالاشارة الي ما عايشته خلال جولاتي الانتخابية ، فلا يسعني الا أن أشكر وبشدة جميع أهالي قريتي القارة لوقفتهم المشرفة...كما أشكر أهالي الدائرة الذين خرجوا عن صمتهم وذهبوا للاقتراع هذه الدورة واناشد الأخوة الاعزاء الأغلبية الذين مازالوا في صمتهم قابعون ، وهم حوالي 75% ، أن ينزعوا غطاء الصمت والبعد عن اليأس والاحباط والتزين بلباس الجرأة والشجاعة للاستعداد للانتخابات المحلية والبرلمانية التالية بعون الله...وانني علي يقين بأن الأمور سوف تسير في الطريق السليم المخطط لها والذي تتمناه جموع أهالي الدائرة المتطلعين للبناء والتقدم شريطة أن ينطق الصامتون...فالشكر واجب لعمد ومشايخ ورموز جميع عائلات المركز لما أبدوه من مساهمات ومنافشات مثمرة وبناءة لبرنامجي الانتخابي كان لها الأثر في تحريك مؤشر الثقافة السياسية ...والشكر العميق لشباب جميع القري والنجوع بالمركز ووعدا باستمرار العمل معا من أجل مستقبل أفضل...والشكر أيضا لجميع رجال الأمن بالمركز وعلي رأسهم السيد مأمور المركز والسادة ضباط المباحث بالمركز علي حيدتهم الكاملة أثناء فترة الدعاية والانتخابات...كما لا يفوتني أن أشكر زملائي الذين شاركوني في حملة الدعاية وتنظيم اللقاءات والمناقشات بجميع قري ونجوع المركز... * كلية الهندسة جامعة أسيوط[email protected]