قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، طلب من سامح شكري وزير الخارجية، الذي وصل إلى إسرائيل اليوم الأحد، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 2007، مساعدة القاهرة في استعادة جنود بلاده المفقودين في قطاع غزة. صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي إن اجتماع نتنياهو وشكري، التي انعقد في القدس، ظهر اليوم، "شهد أجواءً جيدة للغاية". وأضاف المسؤول، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه، أن الرجلين ناقشا قضايا عديدة، ومن أبرزها عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، والتطورات الإقليمية. ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن نتنياهو بحث مع شكري، أيضا، قضية الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة، وطلب مساعدة القاهرة في إعادتهم إلى إسرائيل، وهو الأمر الذي قابله شكري ب"الإيجاب". نبأ طلب نتنياهو من مصر المساعدة في استعادة الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة أكدته، أيضا، صحيفة "معاريف" العبرية نقلا عن ما وصفتها ب"مصادر سياسية إسرائيلية". بينما لم يصدر عن الجانب المصري حتى الساعة 18: 20 ت ج تأكيد بشأن هذا الأمر. وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة صيف العام الماضي، أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، في 20 من يوليو 2014، عن أسرها الجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس". أيضا، تتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة ضابط آخر يدعى "هدار جولدن"، قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس 2014. وإضافة إلى الجنديين، تتحدث إسرائيل، عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية. من جانبها، ترفض حركة "حماس" تقديم معلومات حول الإسرائيليين المفقودين. وفي مؤتمر صحفي عقده شكري مع نتنياهو، بعد ظهر اليوم، قال إن زيارته لإسرائيل تأتي في سياق "رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحقيق السلام في المنطقة". وأضاف: "هذا الأمر سيكون له تأثير كبير على المنطقة؛ لذلك فإن رؤية حل الدولتين تحتاج إلى إجراءات جادة لتحقيقها". وتابع: "القيادة المصرية من جانبها تدعم حل عادل في الشرق الأوسط؛ لذلك نحن جادون في تقديم كافة أشكال الدعم لتحقيق هذا الهدف". من جانبه، قال نتنياهو، في المؤتمر الصحفي ذاته، إن معاهدة "كامب ديفيد" للسلام مع مصر، التي تم المصادقة عليها في العام 1979، هي "صخرة الاستقرار في منطقتنا". وأضاف: "أرحب باقتراح السيسي ومبادرته للسلام مع الفلسطينيين، بل لمبادرة أوسع في المنطقة، نحن نريد رؤية حل الدولتين واقعا ملموسا". وفي مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، التي عقدت صباح اليوم، وصف نتنياهو زيارة شكري ب"الهامة". وقال مخاطبا وزراء حكومته إن آخر زيارة لوزير خارجية مصري (الوزير أحمد أبو الغيط آنذاك) إلى إسرائيل كانت في عام 2007. وأضاف: "هذه الزيارة مهمة لأسباب كثيرة، وهي تشكل دليلا على التغيير الذي حدث في العلاقات الإسرائيلية المصرية، بما في ذلك دعوة الرئيس السيسي المهمة إلى دفع عملية السلام، مع الفلسطينيين ومع الدول العربية على حد سواء". والعلاقات المصرية الإسرائيلية تبدو جيدة منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، في يونيو 2014، وتم إعادة فتح سفارة لتل أبيب بالقاهرة، وإرسال سفير لمصر لإسرائيل بعد سحبه عام 2012، غير أن التطبيع الشعبي بين مصر وإسرائيل ما زال محل رفض.