عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اجتماعًا مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري الذي وصل إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم. وأعرب نتنياهو لشكري عن ترحيبه بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسلام واستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، واستعداده لبدء المباحثات معهم بشكل مباشر، قائلاً: "إنني أرحب بالمقترح الأخير الذي تقدم به الرئيس السيسي والجهود من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين وكذلك سلاما موسعا أكثر في منطقتنا". وأضاف: "إنني أدعو الفلسطينيين مجددًا إلى الاقتداء بالنموذج المصري والأردني الشجاع، والانضمام إلينا في مفاوضات مباشرة، هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكننها من خلالها مناقشة جميع القضايا العالقة بيننا وتحويل رؤية السلام المؤسسة على حل الدولتين للشعبين إلى واقع". وذكرت صحيفة "هاآرتس" العبرية أن المحامي إسحاق مولخو -المبعوث الخاص لنتنياهو- هو الذي قام بتنسيق زيارة شكري لإسرائيل؛ حيث قام بالسفر لمصر عدة مرات في الأسابيع الأخيرة للتناقش بشأن الدفع بمبادرة الرئيس السيسي، وكانت آخر زيارة له صباح اليوم، حيث غادر القاهرة متجها إلى تل أبيب قبل دقائق من هبوط طائرة شكري في إسرائيل. وقال شكري: "زيارتي لإسرائيل هدفها التوصل إلى وضع تتخذ فيه الأطراف خطوات جدية من أجل تطبيق الاتفاقيات والتفاهمات السابقة بينهم وتنفيذ حل الدولتين"؛ موضحا أن "تحقيق هذه الرؤية يتطلب القيام بخطوات لبناء الثقة علاوة على رغبة حقيقية لا تختفي تحت وطأة الظروف أي كان نوعها". وأضاف: "القاهرة ملزمة بدعم تحقيق السلام الإسرائيلي الفلسطيني ومستعدة لتوفير كل نوع من المساهمة الممكنة"، لافتا إلى أن "عملية السلام تمر بنقطة مصيرية، والصراع بين إسرائيل والفلسطينيين استمر أكثر من نصف قرن، ومن شان الوضع الحالي أن يقضي على آمال الفلسطينيين في دولة على حدود 1967، عاصمتها القدسالشرقية، وعلى طموح ملايين الإسرائيليين في الحياة بسلام وأمان". وتابع شكري: "الوضع خطير بسبب الإرهاب المتفشي بالمنطقة ويهدد استقرار وأمن الجميع، زيارتي تأتي في إطار رؤية الرئيس السيسي لتحقيق السلام بين الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، وإنهاء هذا الصراع، السلام سيكون له نتائج إيجابية دراماتيكية وبعيدة المدى على الوضع في الشرق الأوسط بأكمله، والقاهرة مستعدة للمساهمة من أجل تحقيق هذا الهدف". وختم بقوله: "منذ توقف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين عام 2014 استمر تدهور الأوضاع على الصعيد الإنساني والاقتصادي والأمني، وحلم السلام والأمن يبتعد طالما بقي الصراع، استمرار الوضع القائم ببساطة لم يعد مقبولا بعد الآن " . ونقلت القناة الثانية العبرية عن نتنياهو قوله لشكري خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق لقاءهما: "وزير الخارجية شكري، يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم في القدس اليوم"، مضيفًا: "اتفاقيات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن تشكل أحجار الزاوية للاستقرار في المنطقة كما تمثل ميراثًا هامًا لبلادنا، إنها أيضًا أحجار الزاوية لسلام واستقرار إقليميين، بشكل أوسع مما نطمح في التوصل إليه". بدوره، قال شكري لنتنياهو: "سيدي رئيس الوزراء، نحن مهتمون باستمرار العلاقات بين القاهرة وتل أبيب". من جانبها قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن وزير الخارجية المصري سيلتقي أيضًا مع إسحاق هرتسوج زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب المعسكر الصهيوني، ومع البرلمانية تسيبي ليفني زعيم حزب الحركة المعارض، وذلك في محاولة للضغط عليهم من أجل الانضمام للائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، بهدف دفع عملية السلام".