خبراء: دعم إريتريا وكينيا وثورة «الأورومو» في إثيوبيا قال خبراء ودبلوماسيون سابقون إن مصر بدأت ما أسموه ب "نظام الكماشة" ضد إثيوبيا، من خلال دعم إريتريا في نزاعها المسلح الحدودي معها، بالإضافة إلى كينيا التي تشهد علاقتها بإثيوبيا توترًا، إضافة إلى تأييد حقوق "الشعب الأورومي" داخل إثيوبيا نفسها. ومنذ أيام اشتعلت الحرب على الحدود الإثيوبية الإريترية، في حدود "تسورونا" الواقعة في منطقة جبلية مشتركة بين البلدين، وخلفت عددًا من القتلى. وتتابع مصر منذ الرصاصة الأولى, تطورات الصراع، وسط توقعات من جانب ساسة وخبراء عسكريين باستغلاله لمساندة إريتريا كورقة ضغط على إثيوبيا لوقف بناء سد النهضة. وقال الدكتور أحمد الشناوي، خبير السدود بالأمم المتحدة، إن "مصر عليها استغلال جميع الإمكانيات المتاحة التي تمكنها من تجنب آثار هذا السد، بما في ذلك ضرب السد إذا اقتضت الضرورة ذلك". وأوضح الشناوي ل "المصريون"، أن "الخلافات الإثيوبية الإريترية موجودة منذ القدم، وتجدد اشتعالها الآن يصب في مصلحة مصر، خصوصًا وأن النظام الإثيوبي الحالي لا يتمتع بشعبية وسط القبائل الإثيوبية". وأكد أن "مصر يجب عليها استغلال قوة العلاقات الإفريقية التي تجمعها بعدد من الدول وعلى رأسها كينيا وإريتريا وتنزانيا لتكون ورقة ضغط رابحة ضد إثيوبيا". من جانبه، قال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية الأسبق، إن "مصر يجب أن لاتفوت فرصتها الذهبية في استغلال الموقف الإريتري الإثيوبي". وأضاف: "مصر عليها أن تدرك حقيقة الطرف المستفيد من بناء السد الإثيوبي كإسرائيل وأمريكا من خلال الدفع بمستثمرين لهم لدعم الجانب الإثيوبي ماديًا". وتابع يسري ل"المصريون"، أنه "ينبغي أن ترسل مصر وفدًا سياسيًا أو عسكريًا لبحث خطة دعم الجانب الإريتري في مواجهة الإثيوبي"، مشيرًا إلى أنه "لا توجد تحركات فعلية من الجانب المصري الذي تغيب عنه الحكمة في استخدام كافة الكروت الرابحة للضغط على الطرف الإثيوبي". وأوضح أنه "بمجرد الإعلان عن نية مصر في إرسال الوفد العسكري أو السياسي فإن ذلك سيكون له عظيم الأثر في المباحثات المصرية الإثيوبية بشأن الاستمرار في البناء". وذكر أنه "طرح هذا الحل قديمًا على رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف والرئيس الأسبق محمد مرسي، بالإضافة إلى إدراجه في كتاب بعنوان "النيل وسد النهضة". من جانبه، قال السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه "في حالة اندلاع حرب بين البلدين، فمن الممكن أن تقف بعض الدول العربية بجانب إريتريا ودعمها ولكن بشكل غير مباشر". وأضاف: "الدول العربية تشكو من أزمات اقتصادية وفتن داخلية، وليس من مصلحة الدولة قيام حروب بالمنطقة؛ لأنها تؤثر سلبًا عليها، وستدفع بها إلى الدخول في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل". واستبعد مرزوق في تصريح إلى "المصريون"، أن "تتطور الاشتباكات التي اندلعت بين إثيوبيا وإريتريا إلى حرب كاملة"، ورأى أنه "من غير المنطقي القول بأنه سيكون لها تأثيرات مستقبلية على سد النهضة تصب في صالح مصر". وأوضح أن "هذه الاشتباكات تعود لنزاعات قديمة بين البلدين، منذ أن تحررت إريتريا عن إثيوبيا، وجرى ترسيم الحدود بينهما"، مشيرًا إلى أن منطقة الاشتباكات بعيدة تمامًا عن السد.