كانت الأضواء تتخطفهم، لكن اليوم انطفأت شموعهم، إما بسبب مواقفهم السياسية المناهضة للنظام الحالي، كما هو الحال مع الإعلامي يسري فودة، مقدم برنامج "آخر كلام"، والإعلامية ريم ماجد مقدمة برنامج "بلدنا بالمصري" على قناة "أون تي في". وإما بسبب انتهاء شهر العسل بينهم وبين النظام، كما هو الحال مع الإعلامي الشهير محمود سعد مقدم برنامج "آخر النهار" على فضائية "النهار" والإعلامي يوسف الحسيني مقدم برنامج "السادة المحترمون". "المصريون" تسلط الضوء على أبرز الإعلاميين المتغيبين عن الظهور على الشاشات في رمضان. "محمود سعد" من قمة الهرم لأسفله اشتهر محمود سعد، في التليفزيون المصري، قبيل ثورة 25 يناير، أثناء تقديمه لبرنامج "البيت بيتك" على القناة الثانية، بمعاونة الإعلاميين تامر أمين وخيري رمضان، وانتقل بعدها للقنوات الخاصة، وقدم عدة برامج كان آخرها "برنامج "آخر النهار" المذاع على فضائية "النهار"، ليتفاجئ جمهوره بإنهاء إدارة القناة التعاقد معه عقب محاولته الهجوم على النظام الحالي. ورفض عرضًا آخر طرحته عليه القناة مفاده تقديم برنامج جديد على نفس القناة، مع تغيير سياسة وشكل برنامجه ليتحول من مناقشة القضايا السياسية إلى برنامج منوعات أشبه ببرامج السهرة التى تشمل حلقات "الغناء والطرب والقضايا الاجتماعية والمنوعات"، وليس برنامج توك شو سياسًيا، وذلك عقب تعرض إدارة القناة لبعض الضغوط من قبل الدولة لآراء "سعد" تجاه بعض سياسات النظام الحالي الأمر الذي رفضه مُقدم البرنامج وفضل ترك البرنامج والرحيل عن القناة والاختفاء عن الأضواء التي لازمته سنوات عديدة. وعلى الرغم من مساندته للنظام الحالي، إلا أن هذا لم يشفع للإعلامي الشهير، وكانت نهاية برنامجه على يد نفس النظام الذي طالما بني في لبناته. يسري فودة الإعلامي يسري فودة، كان ولازال مثلًا أعلى لشباب الصحفيين والحالمين بالشهرة في الوسط الصحفي، بعيدًا عن التطبيل للحكام والارتماء في أحضان رجال الأعمال على حساب ضميره المهني الذي لطالما بناه بإخلاص وجهد سنوات عدة عمل خلالها في عدة قنوات ووكالات أنباء وصحف مصرية وعالمية. كانت آراء يسري فودة، السياسية المعارضة للنظام الحالي، ثمنًا لإغلاق برنامجه "آخر كلام" المذاع على فضائية "أون تي في". وعلق فودة وقتها على إغلاق البرنامج قائلًا:" برنامج "آخر كلام"، الذي كان يعرض على فضائية "أون تي في"، كان يسير في آخر عام له على حد السكين بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأضاف فودة في تصريحات لبرنامج "بلا قيود": "أنا كنت أرى أنه من الأفضل وقف البرنامج؛ حتى لا نضفي شرعية على مشهد نحن نتحفظ عليه، لكني دائمًا ألجأ إلى فريقي المكون من عدد كبير من الشباب للتصويت على القرارات الهامة". وأوضح: "نتيجة التصويت جاءت باستمرار البرنامج لمدة عام واحد، على أن نحاول كل أسبوع أو أسبوعين قول كلمة حق من خلال تقديم حلقة عن سجناء الرأي، أو التعذيب بالسجون، أو الإضرابات، وعلى الأقل نكون قد فعلنا شيئًا". وتابع: "بعد ذلك أصبح الوضع أكثر تعقيدًا، واتفقنا على ضرورة وقف البرنامج"، على حد قوله. وأضاف: "أنا أوقفت برنامجي ثلاث مرات منذ قيام الثورة -وعندما أقول ثورة فأنا أقصد 25 يناير؛ لأنه لم تقم بمصر ثورة غيرها- وفي الثلاث مرات كان السبب أني لا أريد الوصول لنقطة اصطدام". ريم ماجد الإعلامية ريم ماجد، ذاع صيتها عقب تقديمها برنامج "بلدنا بالمصري" المذاع على فضائية "أون تي في" تلاه برنامج "جمع مؤنث سالم" قدمته نفس الإعلامية على القناة نفسها، عقب تغيير خريطة البرامج الإخبارية، ليفاجئ الجميع بوقف برنامجها من قبل إدارة القناة عقب الضغوط العليا التي شنها النظام الحالي على إعلاميون بعينهم يرى النظام أنهم مهددون لعرشه. وكشفت مصادر بالقناة، رفضت ذكر اسمها، أن سبب وقف برنامج "جمع مؤنث سالم" فيديو تم بثه في البرنامج حول فض "اعتصام رابعة"، ويُظهر الفيديو إحدى الصحفيات التي تحكي عن أسوأ خبرة صادفتها في الحياة وهي خبرة "فض اعتصام رابعة" لافتة إلى أنها ذهبت إلى هناك ورأت عشرات الجثث والدماء قائلة "كان المفروض اني اعمل شغلي على دم ناس قدامي". يوسف الحسيني اختفى بشكل مفاجئ من تقديم البرنامج، ومن مصر نفسها، في أعقاب حملة قادها لإثبات أن جزيرتي تيران وصنافير مصريتان، وإعلانه أنه يرفض ما صرح به الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أنهما سعوديتان، وذلك في مقابل اتهامات تلاحقه بسب الشعب والجيش، وتطالب بملاحقته قضائيًا. باسم يوسف بعد أن كان رأس حربة الهجوم ضد الرئيس محمد مرسي، خلال برنامجه "البرنامج" المذاع على فضائية "سي بي سي"، وبعد الإطاحة بحكم جماعة "الإخوان المسلمين"، رأي النظام أن وجوده يشكل خطرًا على الرئيس عبدالفتاح السيسي، لما له من شعبية جارفة لدى الشعب المصري وخاصة فئة الشباب، فكانت الإطاحة به حلًا لا بديل له عند النظام. باسم يوسف، والذي كان يسخر فيه من الحكام وما يحدث في البلاد بشكل كوميدي، بدأ التشويش على برنامجه أثناء عرضه وقطع البث عنه بشكل ملحوظ ثم توقف عرضه نهائيًا في ظروف غامضة لمعارضته ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئاسة آنذاك. وقال يوسف، إنه تعرض لضغوط ليس لديه قدرة على مواجهتها، وقرر وقف البرنامج لأجل غير مسمى، وغادر البلاد منذ فترة ولم يعد إليها حتى الآن نظرًا لاستمراره في مهاجمة النظام من خلال تدويناته على مواقع التواصل الاجتماعي.