لا أعرف على وجه التحديد ما الذى يريده رجل الأعمال نجيب ساويرس من مصر والمصريين؟ وما هى سر قوته وسطوته ونفوذه؟ ما يجعلنى أطرح هذا التساؤل التناقضات الكثيرة فى تصرفات ومواقف وتصريحات رجل الأعمال الشهير. وبصراحة أكثر يدهشنى استمرار نجيب قبل وبعد ثورة 25 يناير بنفس قوته رغم الكثير من الملاحظات وعلامات الاستفهام التى تحيط به وتضعه دائمًا فى دوائر الشبهات.. والدليل على ذلك أن عشرات التقارير الرقابية الرسمية كشفت عن المخالفات، التى تمت داخل شركاته والمجاملات التى حصل عليه (عشان سواد عيونه) دون أن تفكر أية جهة فى استدعائه أو التحقيق معه أو سماع أقواله - ولو من باب تستيف الأوراق على غرار العادة المصرية المتأصلة - . وبعيدًا عن الكلمات التى قد يرى البعض فيها أنها إنشائية .. اسمحوا لى أن أكشف عن عدد من الوقائع وأطرح عددًا من التساؤلات التى تحاول الكشف عن ألغاز نجيب ساويرس: - منذ أسابيع قليلة اعترف نجيب فى حواره لقناة (l. b .c) وبصفته مؤسس لحزب المصريين الأحرار بأنه قام بجولة أوروبية وأمريكية لجمع تبرعات لدعم الحزب, ورغم اعترافه بالصوت والصورة بذلك ورغم أن ذلك مخالف لقاننونى الأحزاب ومباشرة الحقوق السياسية إلا أن أحدا لم يفكر فى التحقيق معه أو إحالته للمحاكمة أو اتخاذ قرار بوقف نشاط أو تجميد الحزب – ولو بشكل مؤقت!! - اتهم ساويرس جماعة الإخوان المسلمين صراحة بالحصول على مبلغ (100) مليون جنيه دعمًا من قطر بعد ثورة 25 يناير واتهم قطر بدعم الإسلاميين فى الانتخابات البرلمانية.. ومع ذلك وجدناه هو وشقيقه سميح فى مقدمة المستقبلين للشيخة موزة حرم أمير قطر خلال زيارتها الأخيرة لمركز القلب العالمى بأسوان والذى أسسه الدكتور مجدى يعقوب.. بل الأكثر من ذلك أن نجيب أعلن أنه سوف ينشئ قناة إخبارية دولية على غرار الجزيرة وسوف تبث إرسالها من العاصمة القطرية الدوحة!! - أما آخر عجائب ساويرس فهى قيامه بإنشاء جامعة مسيحية جديدة فى مدينة السادس من أكتوبر بناء على طلب البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية – وهو الخبر الذى انفردت به (المصريون) منذ أيام.. وهنا أتوقف لأتساءل: هل يملك نجيب الشجاعة الأدبية والسياسية ليعلن على الرأى العام الأهداف الحقيقية – أو بمعنى أدق الخفية – لإنشاء مثل هذه الجامعة فى مصر وفى هذا التوقيت العصيب الذى تعيشه مصر حاليا؟ ولماذا يحاول إقحام الدين فى التعليم كما أقحمه فى السياسة والانتخابات؟ وإذا كان الهدف من الجامعة هو تعميق دراسة الدين والعلوم المسيحية – مثلما يحدث فى جامعة الأزهر الشريف – فلماذا أعلن أن الجامعة المسيحية الجديدة سوف يكون من حق الأقباط المنتمين للمذهب الأرثوذكسى فقط، الالتحاق بها وعدم قبول أى من المذاهب الأخرى وهو الأمر الذى قد يثير غضب الأقباط المنتمين للطوائف الأخرى مثل البروتستانت والكاثوليك، مما قد يؤدى إلى قلق دينى وسياسى نحن فى غنى عنه حاليا؟ وأريد أن أسال ساويرس أيضًا عن حقيقة قيامه بإنشاء هذه الجامعة لمواجهة صعود التيارات الإسلامية واقترابها من سدة الحكم فى مصر خلال المرحلة القادمة بعد أن حققت أغلبية ساحقة فى الانتخابات الأخيرة لمجلسى الشعب والشورى؟ والأهم من ذلك نريد أن نعرف رد فعل الأجهزة الرسمية فى مصر من هذه الجامعة الجديدة، والتى سبق أن رفضها الرئيس الراحل أنور السادات نهائيا معتبرا أن ذلك مخالف لدستور البلاد، وأيضًا رفضها الرئيس المخلوع حسنى مبارك وتحجج بأن الإسلاميين سوف ينشئون جامعات على غرار هذه الجامعة.