محمد علي كلاي أبهر العالم علي مدي عشرين عاما كاملة لم يأت رياضيا مثله ، لم يكن ملهما للرياضيين فقط وإنما كان ملهما لكل من سمع به أو رأه صغارا وكبارا ، نموذجا للتحدي وقهر الظروف تخطي الصعوبات والعقبات ، فهو الفتي الأسود المنبوذ وقتذاك في المجتمع الأمريكي ولكنه مع ذلك صاحب الإرادة الحديدية في مواجهة المجتمع وتحدي القيم السلبية والعادات المغلوطة كان دوما ما يردد أن الأبطال يتشكلون من شئ عميق داخل أنفسهم "الرغبة والحلم والرؤيا" ساهم محمد علي في كسر حواجز العنصرية البغيضة في المجتمع الأمريكي مستخدما أدواته التي يجيدها والرياضة التي يحبها ، صعد نجمه وذاع صيته في سنوات قلائل بعد أن أبهر العالم وحصل علي بطولة العالم للوزن الثقيل ، وإذ به أمام اختبار حاد لقيمه ومبادئه وثوابته عندما رفض قرار التجنيد والذهاب للمشاركة في الحرب في فيتنام كان يقول دوما " أناأعرف طريقي .. وآعرف الحقيقة ولا أريد أن أكون كما تريده أنتأناحرفي أن أكون ما أريد" ، كان يعلم أنه يضع مستقبله كله علي المحك ولكنه رغم ذلك ودفاعا عن ثوابته وقناعاته قاد بمفرده حملة معارضة قوية داخل أمريكا ضد الحرب وقاد بنفسه العديد من المظاهرات الرافضة لتلك الحرب واستأجر علي نفقته الخاصة أهم ساعات البث من محطة تلفزيونية شهيرة وعرض كل مايريده عن جرائم الحرب ومخاطرها فكانت حربا شرسةأشد من حرب فيتنام نفسها .. فلم يجد الرئيس الأمريكي ( جونسون ) حلا إلا تقديم محمد علي كلاي للمحاكمة بدعوي أنه رفض قرار التجنيد .. فصدر ضده حكم بالسجن 5 سنوات وغرامة عشرة الاف دولار .. ولكنه استأنف الحكم فتم استبعاده عن الملاكمة لمدة عامين بواسطة الاتحاد الدولي لملاكمة المحترفين الخاضع لأمريكا وبعد انتهاء مدة الإيقاف عاد كلاي للملاكمة واسترد عرش بطولة العالم . الأسطورة محمد علي كلاي كان سببا رئيسيا في نشر الإسلام في أمريكا حيث أنفق كل ثروته التي جمعها من حلبات الملاكمة وتقدر ب 165 مليون دولار في بناء المساجد ونشر المطبوعات الإسلامية التي تدعو للإسلام ومساعدة المساكين والايتام ، عندما قررت هوليوود تكريم محمد علي بوضع اسمه في شارع المشاهير علي نجمة علي الأرض رفض كلاي أن يوضع اسم النبي صلي الله عليه وسلم علي الأرض وخيرهم بين رفض التكريم أو وضع الإسم علي الجدار وفي شارع المشاهير بهوليوود كل المشاهير علي الأرض عدا محمد علي كلاي اسمه يزين الجدار وكلما مر أحدهم ليشاهد سأل عن القصة وعرفها ، وعندما أدلي ( دونالد ترامب ) المرشح لرئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية بتصريح قدمه للكونجرس بعدم السماح للمسلمين بدخول امريكا رد عليه أسطورة الملاكمة كلاي قائلا : لم أهتم بالسياسة طوال حياتي واعتقد ان قادتنا السياسين في أمريكا عليهم أن يستغلوا سلطتهم بشكل يساعد في فهم الدين الإسلامي وتوضيح أن القتله الذين يسيرون في الطريق الخاطئ لديهم نظرة خاطئة عن حقيقة الإسلام ، أنا رجل مسلم ولا يوجد أي نص في ديني يطلب مني قتل الأبرياء في أي مكان في العالم ، القتلة الذين يسيرون علي الأرض يرون محمد علي كافرا مرتدا حلال العرض والدم والمال ، محمد علي قدم للإسلام ما لا يعرف ولا يستطيع ولا يحسن ولا يدرك أن يقدمه القتلة المأجورين باسم الاسلام داعش وأخواتها ، رحم الله محمد علي كلاي وتقبله في الجنان يا رب العالمين .