أعلن العراق، الجمعة، أنه غير قادر على استقبال المزيد من اللاجئين السوريين، على خلفية تصاعد وتيرة القتال بين القوات الحكومية والمعارضة في العاصمة دمشق وعدد آخر من المدن والقرى، ونزوح آلاف السوريين من بلادهم. وقال علي الدباغ، المتحدث باسم الحكومة العراقية، في تصريح لقناة العراقية الحكومية مساء الجمعة: «نحن نأسف عن عدم القدرة على إغاثة أي شخص لأنه لا توجد لدينا أي خدمات لاستقبال أي عدد من اللاجئين السوريين.. لدينا حدود برية صحراوية قاحلة لا يمكن توفير الخدمات فيها«. وأضاف: «نقول إننا نعتذر لأننا لا نستطيع بسبب ظروفنا الأمنية والخدمية توفير الخدمات للاجئين السوريين مثلما يجري الآن في تركيا والأردن لأن المناطق الحدودية بينهم وسوريا تضم مدنا آمنة بالسكان أما نحن فمناطقنا صحراوية قاحلة بعيدة ليس من السهل توفير الخدمات«. وقال: «مرة أخرى، نحن نأسف وكنا نتمنى أن نخدم شعبنا الشقيق في ظروف المحنة لكن ظروفنا لا تسمح وجهدنا الآن منصب في نقل الرعايا العراقيين من سوريا لأنها عملية كبيرة وغير مسبوقة«. وأوضح «أن مطار دمشق الدولي يشهد حاليا تدفقا كبيرا من العراقيين المقيمين في سوريا، وقبل قليل اتصل بي سفير العراق في سوريا وأبلغني بأن هناك 1500عراقي الآن متواجدين في مطار دمشق الدولي ينتظرون وصول طائرات من العراق لنقلهم وأن وزارة النقل العراقية وعدت بتأمين طائرات لنقلهم جوا مجانا«. وأكد أن «الطرق البرية بين البلدين غير مؤمنة ونخشى على حياة العراقيين والطريقة التي يصلون بها إلى الحدود فضلا عن أن ذلك يشكل عناء كبيرا والمخاطرة كبيرة جدا، لهذا نعمل على نقلهم جوا رغم الصعوبات في توفير الطائرات«. وقال الدباغ إن «السفارة العراقية في دمشق تنسق مع الأجهزة الأمنية السورية من أجل توفير ملاذ آمن لنقل العراقيين إلى مطار دمشق وإن وزارة الهجرة والمهجرين أجرت اتصالات مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لتوفير الحماية للمواطنين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مطار دمشق«. وقال إن «الوضع في سوريا مقلق جدا وبالتالي يمكن للمواطنين العراقيين التعرض لهجمات عديدة مقصودة من جماعات إرهابية مسلحة تحاول النيل من العراقيين المسالمين وهم ليسوا طرفا في النزاع في سوريا ونعمل من خلال المنظمات الدولية على توفير الحماية للعراقيين«. وأوضح المتحدث باسم الحكومة العراقية أن أشرطة فيديو وصلت إلى بغداد تفيد بتعرض معبر البوكمال الحدودي في سوريا، والذي يقابله معبر القائم في العراق «تشير إلى أنه تعرض لعمليات نهب وسلب كبير من قبل مجاميع مسلحة وليس لدينا معلومات عن معبر التنف السوري مقابل معبر الوليد العراقي في مدينة الأنبار ومعبر اليعربية السوري مقابل معبر ربيعة في الموصل من أنهما سقطا بيد المجاميع المسلحة وأن معابرنا الحدودية عاملة بشكل طبيعي ولا توجد لدينا أي معلومات عن إغلاق الجانب السوري معابره بدليل أن 30 شاحنة عبرت الجمعة من معبر «الوليد» رغم أنها تعرضت للمخاطر داخل الأراضي السورية وسلكت طرقا فرعية غير الطريق البري الرابط بين البلدين«. وقال الدباغ: «ما تقوم به الحكومة العراقية عملية إغاثة غير مسبوقة وأن هناك اجتماعات متواصلة لخلية الأزمة لمتابعة تطورات الأحداث والعمل على زيادة عدد الطائرات لنقل الرعايا العراقيين«.